أخر أخبار بريطانيا هذا الصباح

محمد صالح الفتيح: البريطانيون يوقعون أكبر عريضة في تاريخ البلاد تطالب بإعادة الاستفتاء حول العضوية في الاتحاد الأوروبي. عدد الموقعين وصل هذا الصباح إلى 2,880,374 (مليونين و ثمانمئة وثمانون ألف توقيع) متجاوزةً بذلك العريضة الأكبر السابقة التي جمعت 1.8 مليون توقيع في العام 2007. عدد الموقعين يزداد بمعدل 10 ألاف توقيع في الدقيقة لذلك عند نشر هذا المنشور سيكون الرقم قديماً. علماً أن مجلس العموم البريطاني ملزم بدراسة أي عريضة تجمع أكثر من 100 ألف توقيع.

في الساعة الواحدة من صباح اليوم أقال زعيم حزب العمال "جيريمي كوربن" وزير الخارجية في حكومة الظل (الحكومة التي تشكلها المعارضة لمتابعة أعمال الحكومة) فيما يتداول أن نصف قيادة حزب العمال ستسقيل للضغط على زعيم الحزب للاستقالة بعد يعتبر فشلاً للحزب في الاستفتاء.

في أخر استطلاع للرأي، 60% من الاسكتلنديين يطالبون بالاستقلال عن المملكة المتحدة. والوزيرة الأولى في اسكتلندا - ما يقابل منصب رئيس الوزراء - تطالب بالعضوية في الاتحاد الأوروبي. وفي لندن، حصلت العريضة التي تطالب باستقلال لندن والعضوية في الاتحاد الأوروبي أكثر من 100 ألف توقيع.

الجنيه الاسترليني لايزال عند أدنى مستوياته منذ ثلاثين عاماً، 1.37 دولاراً للجنيه الواحد (في العام الماضي كان السعر 1.55 - 1.68 دولاراً). وخسائر الاقتصاد الدولي نتيجة الاستقتاء تجاوزت 2 تريليون دولار - 2000 مليار دولار. والزعماء السياسيون الذين كانوا يروجون لمكاسب اقتصادية كبيرة في حال التصويت لصالح الانفصال تراجعوا عن وعودهم هذه وبعضهم، مثل نايجل فاراج زعيم حزب UKIP، انكر أنه قدم هذه الوعود أساساً.

الاتحاد الأوروبي يطالب بريطانيا بإعلان قرارها النهائي بأسرع وقت. علماً أن الاستفتاء لا يعتبر إشعاراً رسمياً للاتحاد الأوروبي بالخروج بل يجب أن يوافق عليه البرلمان ومن ثم تقوم الحكومة البريطانية بطلب تفعيل المادة 50 من اتفاقية لشبونة 2007 وهي المادة التي بموجبها تبدأ مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي علماً أن المادة تنص على أن مفاوضات الخروج تستمر لعامين فقط وفي حال تجاوز هذه الفترة تنتهي العضوية تلقائياً بغض النظر عن مسار المفاوضات. ديفيد كاميرون أعلن أنه سيستقيل في تشرين الأول ولكنه لن يقوم بتفعيل المادة 50 بل سيترك هذه المهمة لخليفته.

بالمحصلة، يبدو أن جلسة الحكومة البريطانية غداً الأثنين ستكون حاسمة. وبالرغم من أن التصويت أظهر حجم التيار اليميني في البلاد إلا أنه أيضاً أظهر العواقب الهائلة لمثل هذه التوجهات وهذا ما يعني عملياً أن التيارات الأخرى، سواء في بريطانيا أو باقي دول الاتحاد الأوروبي، ستناضل ضد هذه التوجهات.