الفروج «يولع» مع الحرارة
شهدت أسواق الفروج ارتفاعاً جنونياً غير مسبوق في جميع المناطق بعد ارتفاع أسعار المحروقات مباشرة. وقد ترك هذا الارتفاع صدمة كبيرة للمستهلكين نظرا لعدم وجود أي منطق في النسبة التي ارتفعت فيها الأسعار، فقد ارتفع الفروج المنظف الكامل من 950 ليرة في بداية شهر رمضان إلى 1650 ليرة يوم أمس.
تابعنا هذا الموضوع في أسواق دمشق وكانت المفاجأة صاعقة. حتى إن باعة الفروج غير مقتنعين في هذه الأسعار ولكن ليس باليد حيلة كما يقولون، في حي الميدان والمزه وركن الدين كانت الأسعار متقاربة إلى حد ما حيث يصل سعر الفروج الحي إلى 1400 ليرة للكغ والجوانح 1500 ليرة والشرحات 2600 ليرة في منطقة التجارة والدبوس 1900 ليرة في الميدان والفخذ 1950 في معظم المناطق. في باب سريجة تحدثنا إلى عدد من المواطنين. عز الدين قال: نحن خاوينا كل أنواع اللحوم منذ زمان نمر بجانبها وننظر إليها باحترام فقط، أم رياض قالت: أخي اليوم أسعار الفروج فوق طاقة 90% من الشعب حتى اللحوم الحمراء وصل الكيلو منها إلى أكثر من 6 آلاف ليرة، والعائلة اليوم بالكاد تستطيع تأمين طبخة مطبق باذنجان أو رز وبجانبه سلطه. أبو عمر صاحب محل فروج في باب سريجة قال: ارتفاع الأسعار بسبب التجار ونحن نأخذ هامش ربح بسيط لا يزيد على 100 ليرة في الكيلو الواحد نشتري بسعر غالٍ ونبيع بسعر غالٍ الحق على التموين لازم يضبط الأسعار عند التجار. زهير بائع فروج في المزة قال: أسعار الفروج الحي اليوم 1375 ليرة إنا اشتريت الكيلو بسعر الجملة 1250 ليرة فبكم تريدني أن أبيعه..؟ غازي الجاموس أحد مربي الدواجن قال: الارتفاع الحالي غير منطقي وهناك أرباح على ضوء هذه الأسعار وهذه الأرباح لن تغطي الخسائر التي تعرض لها المربون خلال الأشهر الماضية والسبب في الارتفاع هو قلة العرض نتيجة خروج معظم مربي الدواجن من العملية الإنتاجية وارتفاع تكاليف الإنتاج.
وعن تأثير ارتفاع المحروقات على أسعار الفروج بين الجاموس أنه لا يوجد دور للمازوت لأنه خلال الصيف المازوت لا يستخدم إلا في توليد الكهرباء فقط ولا توجد تدفئة. وهناك أثر لارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى نفوق أعداد من الطيور ممن تزيد أعمارها على 40 يوماً. واليوم الأسعار أكثر من الكلفة والتجار يعوضون خسائرهم السابقة، أما أسعار البيض فهي اقل من الكلفة ونخشى أن يخرج عدد أكبر من مربي الدجاج البياض وبالتالي يزداد سعر البيض. والحقيقة أن القوة الشرائية المتدهورة للمواطن لم تساعد على ارتفاع أسعار الفروج أكثر لأن القوة الشرائية لو كانت جيدة لدى المستهلك لارتفع السعر ضعف هذه الأسعار.
المدير العام لمؤسسة الدواجن المهندس سراج خضر أكد أن هناك فجوة كبيرة في التربية وهناك أثر للحرارة، سبب ارتفاع الأسعار بشكل أساسي قلة العرض نتيجة خروج معظم مربي الدواجن من العملية الإنتاجية ودخول فروج مهرب مجمد ودخول البيض المهرب. وهذه المهنة تحكمها الفوضى واليوم المربون يتصيدون المناسبات والأعياد حيث سيزداد الإنتاج في الأيام القادمة نتيجة الأرباح التي يجنيها المربون اليوم حينها ستنخفض الأسعار. وعن دور المؤسسة أكد خضر أنها كانت وستبقى صمام أمان حيث نبيع الفروج المذبوح والمنظف وفق النشرة التموينية بسعر 1200 ليرة للكغ في وقت يباع الفروج في السوق بسعر 1500 ليرة للكغ والمشكلة أن التموين تعتبر الفروج مادة أساسية وتخضع للسعر مثل الخبز المدعوم لكن الفروج والبيض لا يأخذ أي دعم. وعن رأيه في الأسعار أكد خضر أن هذه الأسعار غير منطقية وفوق قدرة المستهلك ومرهقة له وإذا أردنا أن ندعم المستهلك يجب أن ندعم المنتج لأن الأسعار لكل المنتجات سواء البيض أو الفروج أو غيره فوق إمكانيات أغلب المستهلكين ودعمها يحتاج إلى دعم المنتجين لهذه المواد.
محمود الصالح
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد