أردوغان يطوي «نزواتٍ» إقليمية ويمدّ يديه للخصوم: «السلطان» وحيداً: أنا أعتذر
يواصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان محاولاته لإعادة إصلاح العلاقة مع موسكو. وبعد رسالة التهنئة لمناسبة «يوم روسيا» في 12 حزيران، تقدم أمس خطوة إضافية عبر رسالة رسمية إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين اعتذر فيها عن إسقاط الطائرة الحربية، ومقتل الطيار، داعياً إلى إصلاح العلاقات بين البلدين.
وأعلن الكرملين أن اردوغان اعتذر لبوتين عن قيام الطيران التركي بإسقاط مقاتلة روسية قرب الحدود التركية في تشرين الثاني 2015.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «الرئيس التركي عبر عن تعاطفه وتعازيه الحارة لعائلة الطيار الروسي الذي قُتل، كما قدم اعتذاره»، مضيفاً أن اردوغان قال إنه «سيبذل كل ما بوسعه لإصلاح العلاقات الودية تقليديا بين تركيا وروسيا».
وأوضح الكرملين في بيان أنه تلقى رسالة من الرئيس التركي قال فيها إن أنقرة «لم ترغب أبدا ولم تكن لديها النية» لإسقاط الطائرة الروسية. وأكد اردوغان أن «روسيا هي بالنسبة لتركيا صديق وشريك استراتيجي».
ونقل بيان الكرملين عن اردوغان قوله: «أود مرة أخرى أن أعبر عن تعاطفي وأقدم تعازي الخالصة لعائلة الطيار الروسي وأقول أعتذر. من كل قلبي نشاطرهم الآلام، عائلة الطيار الروسي نعتبرها عائلة تركية. بهدف تخفيف الألم وشدة الضرر نحن مستعدون لأي مبادرة».
ونقل البيان الذي نشره الكرملين عن اردوغان قوله إن «المواطن التركي الذي ارتبط اسمه بمقتل الطيار الروسي ملاحق في إطار تحقيق قضائي»، لكن صحيفة «حرييت» التركية أكدت أن ألب أرسلان جيليك المتهم بإطلاق النار على الطيار الروسي أوليغ بيشكوف والذي وضع قيد الحجز الاحتياطي في نيسان، قد أفرج عنه أمس.
وأكد المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم قالين أن اردوغان بعث برسالة إلى بوتين عبر فيها عن أسفه لإسقاط تركيا لطائرة حربية روسية وسأل عائلة الطيار «المعذرة». وقال، في بيان: «الرئيس حث نظيره الروسي على استعادة العلاقات الودية التقليدية بين تركيا وروسيا والعمل معا لمواجهة الأزمات الإقليمية والتعاون لمكافحة الإرهاب». وأضاف: «يسعدنا الإعلان عن أن تركيا وروسيا اتفقتا على اتخاذ الخطوات الضرورية من دون إبطاء لتحسين العلاقات الثنائية».
وفي مؤشر على احتمال تحسن العلاقات، قال مصدر في وزارة الخارجية التركية لوكالة «فرانس برس» إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قبل دعوة روسية للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي للبحر الأسود المرتقب انعقاده في الأول من تموز في سوتشي.
وكان الطيران التركي أسقط في 24 تشرين الثاني من العام الماضي مقاتلة «سوخوي 24» روسية فوق الأراضي السورية وقُتل الطيار بإطلاق النار عليه أثناء هبوطه بالمظلة. وأكدت تركيا أن المقاتلة دخلت مجالها الجوي وأنها حذرتها «عشر مرات خلال خمس دقائق»، فيما أكدت روسيا أن المقاتلة كانت تحلق في الأجواء السورية ولم تتلقَّ تحذيرا قبل إسقاطها.
وهذا الحادث وصفه بوتين آنذاك بأنه «غدر» وأسفر عن أزمة حادة في العلاقات بين البلدين. وتبنت موسكو سلسلة إجراءات ردا على ذلك من جملتها إلغاء تسهيلات في منح تأشيرات الدخول وصولا إلى فرض حظر على مواد غذائية على تركيا التي كانت تعتبر حتى ذلك الحين شريكا مميزا لروسيا. وكان بوتين قال إن القيود لن تُلغى إلى أن يعتذر اردوغان عن الحادث.
وكالات
إضافة تعليق جديد