الفيس بوك أكبر شبكة تجسس في العالم
عندما قام الشاب اليهودي مارك تسوكربيرغ Mark Zuckerberg /الكنية تعني جبل السّكر/، بابتكار الفيس ماش Facemash في 28 أكتوبر من عام 2003، ابن 21 عاماً فقط، والطالب في السنة الثانية بجامعة هارفرد، ثم الفيس بوك في شباط 2004 ومعه أربعة من زملائه، لم يدرِ أنه خلال عشر سنوات سيمتلك ثروة تقدّر بـ 45 مليار دولار، لكنّه يدري أنه اخترع أكبر شبكة تجسس في العالم، تضم 1,65 مليار مشترك حتى آذار 2016.
يُقدّمُ المشترك “مجاناً” بياناته ومعلوماته الشخصية، وصوره ورقم هاتفه، أصدقاءه وأقاربه، آراءه وأعمالهُ، وحتى الذي يدخل باسم مستعار، يمكن معرفة الكثير عنه ابتداءً من IP-Adresse عنوان رقم الكومبيوتر الذي يدخل منه، إلى مراسلاته والموضوعات التي يهتم بها. ولا يتمكن سوى خبراء البرمجيات من التخلص من هذا التجسس. كل هذه المعلومات تصل لوكالة المخابرات الأمريكية، وبالقانون.
نشر الروائي الانكليزي جورج أورويل عام 1949 روايته الشهيرة /1984/ وهو المتوفي عام 1950، الرواية تتحدث باختصار؛ عن العالم بعد حرب عالمية وقد قُسم بين ثلاث دول، في لندن /أوشينيا/ تغص المدينة بملصقات لرئيس الحزب مكتوب عليها “الأخ الأكبر يراقبك”، وتراقب شاشات العرض الحياة العامة والخاصة للسكان. يقوم فيها الأخ الأكبر /ويعني نظام اتصالات اجتماعي/ بالتحكم بحياة كل شخص يستخدمهُ.
السؤال البسيط: “هل يمكننا أن نُصدّق أنّ شركات الاتصالات العالمية قدمت الاتصالات عبر الانترنت مجاناً، هكذا لوجه الله؟” ماسينجر الفيسبوك، واتس أب، فايبر، لاين، إلخ كلها اتصالات وشات وصور وفيديو مجانية، لأحباب الله من الشعوب! فهل المخابرات العالمية وأولها الأميركية لا تتلصص على كافة هذه الاتصالات؟
يكفي أن نعلم أنّ التجسس على الهواتف الذكية، بنظام مثل MSpy، أمر ممكن لأي مواطن عادي. ,ويمكنهُ الوصول إلى صفحة الدردشة التي يجريها آخر، وتطبيق هذا النظام سهل ولا يمكن اكتشافه. فكيف إن كان الأمر بيد جهاز مخابرات يمتلك مئات المبرمجين وأفضل التجهيزات.
أما نظام FlexiSPY فيسمح بمراقبة حسابات الفيسبوك ومراسلاته وملصقاته والرسائل الصوتية، وكشف كافة أسرار صاحب الحساب، حتى لو قام بمسح كل شيء.
عندما يسجل الشخص اشتراكه في الفيس بوك، يوافق دون أن يقرأ على أنّه لا حقوق للملكية ولا ضمانة يقدمها الفيس بوك، ويكفي أن نعرف أن القضايا القانونية المرفوعة ضده في الولايات المتحدة هي الأعلى، لكنها كلها خاسرة حتى الآن. بعد كل هذا ينتشر بين الفينة والأخرى “بوست” يتناقلهُ الملايين يقول: “بما أن الفيسبوك اختارت استخدام برمجيات تسمح بسرقة المعلومات الشخصية الخاصة بي؛ فإني أعلن ما يلي: في هذا اليوم، 21حزيران 2016، في استجابة للمبادئ التوجيهية الجديدة الفيسبوك وبموجب المادتين L.111، 112 و 113 من قانون الملكية الفكرية، فإنني أعلن حفظ حقوقي… إلخ..”…
يا للبساطة… عن أي حقوق أو حماية فكرية تتحدث يا صديقي؟ وأيّ قانون روما هذا، روما نيرون أم القيصر؟ الفيس بوك إن أراد حجب اشتراكك فهل يخجل منك؟ اعلم أنك عندما تضع صورتك وصور أقربائك، أو بوست تتلقى عليه مئات “اللايكات” وتنشره، ثم تتباهى بذلك أمام محيطك، فإن شخصاً في جنوب تشيلي، يمكنهُ نسخ كل شيء عنك، ومعرفة معلوماتك الشخصية، ولن يستطيع أحد محاسبته. إنها خدعة بسيطة انطلت على المثقفين وليس فقط على البسطاء، وراح كل مشترك في الفيس بوك يضعها على صفحته، وكأنه وكّل محامياً من نيويورك…!! ويبدو أنّ صاحب البوست الأصلي هذا، نسي أن يكتب: “لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله، و فلان نسي ذلك فطردته زوجته من المنزل…”.
قبل يومين نشرت عن الإشاعات، حقيقة أم خيال… وذكرت عن هكذا بوست، ويبدو أنّ الإشاعات فعلاً أقوى من الحقيقة.
http://firil.net/?s=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA
الفيس بوك في تراجع في الغرب، لكنه الأول في منطقة الشرق الأوسط، وللمعلومات فإن قيمته الفعلية تساوي 212 مليار دولار، وتُستمدُ من المشتركين في العالم الثالث.
عندما تفتح حساباً على الفيس بوك أو غيره، تأكد أنّ كل شيء عنك أصبح في ملف خاصّ في سجلات المخابرات الأمريكية وغير الأميركية، يعودون إليه عند الحاجة، فيتلاعبون بحديثك على الماسينجر أو بصورك والفيديوهات، ويعرفون ماذا طبخت أمّ تحسين، وأين قضى سمير عطلة عيد الفطر، وسميرة صاحبة القلب الأبيض تساعد الجميع لكنها المظلومة دائماً،.. فأهلاً وسهلاً بك في أكبر شبكة تجسس في العالم، دخلتها بإرادتك وبكبسة زر…
د. جميل م. شاهين : مركز فيريل للدراسات
إضافة تعليق جديد