«تنكة» زيت الزيتون تكلف 10 آلاف ليرة وتباع في المعاصر بـ25 ألفاً
يشهد إنتاج الزيتون في سورية تراجعاً واضحاً في كميات الإنتاج، فحسب بيانات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي فإن إنتاج سورية من الزيتون لموسم هذا العام 2016 سيبلغ نحو 700 ألف طن، وهو أقل من إنتاج العام الماضي 2015 الذي كان 913 ألف طن، وفي العام 2012 كان الإنتاج قد بلغ 1.05 مليون طن، ويلاحظ انخفاض أرقام الإنتاج وهذا يعود لعوامل متعددة تندرج أغلبها ضمن ظروف الأزمة وصعوبات الإنتاج، وانتشار الأمراض التي أصابت الأشجار مع ارتفاع تكاليف المبيدات والأدوية بالنسبة للفلاح الذي أصبح يتخلى مجبراً عن جزء من أشجاره للحفاظ على قسم آخر منها نتيجة ضعف الإمكانات المادية وعدم وجود مشاريع دعم من الجهات المعنية.
وبالعودة لبيانات وزارة الزراعة فيلاحظ أن مراحل تطور الوحدة المزروعة من أشجار الزيتون بقيت متقاربة حيث كانت المساحة المزروعة خلال العام 2016 تبلغ 696 ألف هكتار، فيها 106 مليون شجرة زيتون، المثمر منها نحو 82 مليون شجرة، وفي العام 2016، كانت المساحة المزروعة هي 695 ألف هكتار، فيها 103 ملايين شجرة، المثمر منها 88 مليون شجرة.
ولكن التفاوت الرئيسي يتضح في تكاليف الإنتاج، حيث كانت تكلفة إنتاج 1 كيلو غرام من الزيتون في العام 2012 هي 46 ليرة سورية، في حين وصلت في العام 2015 إلى 118 ليرة سورية، وللأسف فإن تكلفة الإنتاج للعام الحالي 2016 لم تقم وزارة الزراعة بإعدادها مع عدم توضيح أسباب التأخير مع أن موسم القطاف شارف على نهايته.
ولكن من خلال المشاهدات الميدانية والتواصل مع الفلاحين تمكنا من التوصل إلى حساب قريب لتكلفة الكيلو غرام الواحد من الزيتون، حيث يكلف نقل الكيلو الواحد 7 ليرات سورية إلى معصرة الزيتون، وفي المعصرة تكون تكلفة العصر هي 15 ليرة سورية للكيلو الواحد، وبالنسبة لباقي التكاليف غير المعلنة، فهي تتوزع على تكاليف الحراثة والتقليم ورش المبيدات الحشرية وأجور اليد العاملة في موسم القطاف، فيصل المجموع إلى نحو 125 ليرة سورية للكيلو الواحد من الزيتون.
وحسب الخبير الزراعي محمد حسان قطنا فإن نسبة الزيت تشكل من الإنتاج العام نحو 22% أي إن إنتاج الزيت لعام 2016 سيكون نحو 100 ألف طن زيت بعد أن كان إنتاج سورية لسنة عادية يتجاوز 180 ألف طن سنوياً قبل الأزمة، وهذا الانخفاض بالإنتاج قد انعكس وبشكل مباشر ومسبق على أسعار الزيت في السوق المحلية حيث تضاعفت أسعار الزيت خلال الأيام القليلة الماضية، ومع ذلك مازالت عمليات التصدير مستمرة.
وهذه الأرقام تأخذنا لحساب تكلفة كيلو زيت الزيتون، فإذا كانت نسبة الزيت هي 22 %، أي نحو 5 كيلو زيتون لإنتاج 1 كيلو زيت، وبالتالي تكلفة 5 كيلو زيتون للعام الحالي هي 625 ليرة سورية، وباعتبار «تنكة» الزيت هي 16 كيلو زيت فتكون تكلفة إنتاج «تنكة» زيت الزيتون هي 10 آلاف ليرة سورية، ولكنها تباع في المعاصر حالياً بسعر 25 ألف ليرة سورية، من دون احتساب أجور النقل وثمن العبوة، وسجل سعر «تنكة» زيت الزيتون الخريج والمعروف نحو 35 ألف ليرة سورية، وهنا يبدو واضحاً أن ارتفاع الأسعار هو بنتيجة قلة العرض بسبب انخفاض الإنتاج وبسبب فتح باب التصدير.
وهنا نذكر بأن سعر الكيلو غرام الواحد من زيت الزيتون كان 150 ل. س في عام 2001، ليصل إلى 250 ل. س كغ في عام 2006، ويرتفع عام 2016 إلى أكثر من 1400 ل. س.
وبالعودة إلى الخبير الزراعي محمد حسان قطنا فعلى الفلاح أن يقدر متوسط إنتاجه من الزيتون على سنتين متتاليتين بسبب المعاومة حيث وصل الإنتاج الوسطي لسنتين متتاليتين قبل الأزمة إلى 800 ألف طن، بينما لم تظهر المعاومة بشكل واضح خلال الأزمة وبقيت معدلات الإنتاج للفترة 2012-2015 متوازنة، أما تراجع الإنتاج في عام 2016 إلى 700 ألف طن، فكان للجفاف وتراجع معدلات هطول الأمطار دور أساسي حيث بلغت الكميات الهاطلة في هذا العام 55% من المعدل السنوي..
علي محمود سليمان
المصدر: الوطن
التعليقات
وعلينا ألا ننسى أن ضعف القوة
إضافة تعليق جديد