تجارة البغاء في تركيا واستغلال السوريات
يوجد في تركيا أكثر من 100 ألف فتاة يمارسن البغاء ، في 55 مدينة، بحسب أغلب التقديرات، بينما يصل عددهن حسب منظمة «دير سفكات» إلى 300 ألف فتاة .
يدر البغاء على تركيا أرباحًا سنوية للدولة، تصل إلى أكثر من أربعة مليارات دولار، وفي الواقع فإن 15 ألف فتاة فقط في تركيا هن من يمتلكن رخصًا بالعمل الجنسي من الحكومة، ما يعني أن ما يقرب من 80% من العاملات بالبغاء بالبلاد يعملن بشكل غير قانوني، وبدون ترخيص، ويقمن برشوة رجال الشرطة بالمال، أو تقديم خدمات جنسية لهم، لكي لا يعتقلوهن.
وكثير من بيوت البغاء في تركيا يخضعن للإشراف الحكومي المباشر، في العديد من المدن التركية.
ويظل وضع فتيات البغاء في تركيا، اللواتي يعملن في ظل القانون، أفضل بكثير من وضع نظيراتهن في أكثر دول العالم انتشاراً للبغاء بنجلاديش .
حيث يكون دائمًا الرابح الأكبر هو صاحب بيت البغاء، وفي تركيا يأخذ القلة الذين يمتلكون بيوت البغاء في البلاد، نصف أجر الفتاة في المرة الواحدة. ورغم أن وضعهن أفضل كثيرًا من وضع مثيلاتهن في بنجلاديش، إلا أن حياتهن غالبًا ما تنتهي بالقتل أو الانتحار، وفي الواقع تتعرض بيوت البغاء القانونية للمداهمات الأمنية، أكثر من نظيراتها غير الرسميةذات الغالبية الكبيرة والتي تتجاوز عشرة أضعاف حاملات رخص ممارسة البغاء حيث يتم التنسيق لتسهيل ممارسة المهنة مع الأمن مقابل المال، وتتم المداهمات نتيجة تهم متعلقة بمخالفة قواعد المهنة، فيما يخص اصطياد الزبائن، وتطالب العديد من منظمات المجتمع المدني في تركيا، بالالتفات أكثر وأكثر لحقوق العاملات في مجال الجنس، في ظل ارتفاع عدد العاملات في هذا المجال.
يمكن بسهولة ويسر في تركيا الحصول على أرقام لبيوت البغاء من على الإنترنت، أو أرقام القوادين الذين يقومون بتوصيل الفتيات إلى أي مكان، وتعتبر إسطنبول وأزمير وأنقرة في مقدمة المدن التي ينتشر فيها البغاء، وبالأخص إسطنبول وأحياؤها: كاراكوي، وبي أوغلو، ومنطقة أكسراي المعروفة بمنطقة البغاء، هذا فضلًا عن ميدان تقسيم الشهير.
ورغم أنهن يُعرضن في بعض الأماكن عاريات خلف «الفاترينات» الزجاجية، وكأنهن قطع أثاث للبيع، في تركيا، يظل وضعهن كعاملات في البغاء تحت ظل القانون، أفضل كثيرًا من اللواتي يعملن بشكل غير قانوني في المجال، تحت براثن القوادين، وغالبًا ما تكون اللاجئات السوريات هن الأسوأ حالًا بين الجميع، فينتشر القوادين على الحدود بين تركيا وسوريا، لينتظروا اللاجئات الصغيرات الجميلات، الهاربات من الحرب في وطنهن، ويتم استغلال بعض السوريات الفقيرات اللاجئات، في البغاء غير الرسمي، من قبل القوادين، مقابل مبالغ لا تتعدى ثمانية دولارات، وأحيانًا القليل من الطعام فقط، حيث يذهب السواد الأعظم من أجرهن في يد القواد.
وقد بات الطلب على الفتيات السوريات الصغيرات مرتفعًا للغاية، في شبكة تجارة الجنس غير الرسمية بتركيا، ولا يتخطى عمر العديد من أولئك الفتيات 12 عامًا.
وفي لغة القوادين، يطلق على السوريات المستهدفات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 -16 عام لقب «فستق»، وعلى اللواتي تتراوح أعمارهم بين 17 – 20 عامًا لقب «الكرز»، والأكبر من ذلك يطلق عليهن «البطيخ».
إضافة تعليق جديد