سرطان الثدي... النساء والرجال شركاء في الإصابة لا في النتائج
لا يصيب سرطان الثدي النساء وحدهم بل الرجال أيضاً، لكن المشكلة هي أن شريحة واسعة من الذكور لا تعرف أن سرطان الثدي يمكن أن يصيبها. صحيح أن هذا الورم الخبيث يعتبر المرض الأول الذي يهدد حياة المرأة، إلا أنه يمكن أن يمثل تهديداً جدياً لفئة معينة من الرجال، لأنه لا يُكشف عندهم إلا بعد وصوله إلى مرحلة متقدمة يصعب علاجها. لكن لا شك في أن هناك فروقات بين سرطان الثدي عند المرأة وذاك الذي يداهم الرجل، هنا عرض لها:
1- سرطان الثدي يصيب رجلاً واحداً من كل 100 إلى 150 رجلاً، في المقابل فإن امرأة واحدة من أصل 10 تتعرض له خلال حياتها.
2- يشاهد سرطان الثدي عند الرجل أكثر ما يشاهد بعد التقدم في العمر ومن النادر أن يعلن عن نفسه قبل سن الأربعين. أما عند المرأة فتسجل غالبية الإصابات في سن النشاط التناسلي.
3- يمثل سرطان الثدي نسبة اثنين في المئة من مجمل الأورام الخبيثة التي تشاهد عند الرجل، في حين ترتفع هذه النسبة إلى 26 في المئة من الإصابات السرطانية لدى المرأة.
4- فرص الشفاء من سرطان الثدي مرتفعة لدى النساء أكثر من الرجال، بسبب تأخر رصد السرطان عند الرجل مقارنة بالمرأة، وهذا يعود إلى مجموعة من العوامل، من بينها عدم اكتراث الرجل بهذه المنطقة من جسمه، وقلة حملات التوعية، وعدم القيام بالتحريات المناسبة، مثل الماموغرافي والفحص الذاتي للثدي، ما يشكل صعوبات على صعيد اكتشاف الورم في الوقت المناسب. واستناداً إلى دراسة للجمعية الأميركية لجراحي الثدي، فإن فترة حياة الرجال المصابين بسرطان الثدي هي أقل بسنتين من فترة حياة النساء المصابات بالمرض.
4- في خصوص العلاج، يستجيب الرجل بشكل أفضل للأدوية الهرمونية مما عليه الحال عند المرأة، لأن نسبة المستقبلات الهرمونية لديه هي أقل مما هي لدى الأنثى.
5- الارتدادات النفسية لسرطان الثدي على الرجل تكون عميقة وأشد وطأة من المرض نفسه مقارنة بالمرأة، خصوصاً عندما يعلم أن الورم يرتبط بهرمونات أنثوية.
وتشبه عوارض سرطان الثدي عند الرجل مثيلتها عند المرأة، ومن هذه العوارض:
- تغير في حجم الثدي أو في شكله.
- سماكة في نسيج الثدي تشبه قشرة البرتقال.
- احمرار أو تقشر في الحلمة.
- تهيج في جلد الثدي.
- ظهور اندفاعات جلدية على الثدي.
- خروج مفرزات من الحلمة.
ولا يجب الخلط بين التثدي وسرطان الثدي عند الرجال، فكثيرون يصابون بتضخم في الثدي لا علاقة لها بالسرطان، وهو تضخم حميد لا يوجد سبب واضح له في 90 في المئة من الحالات، أما النسبة الباقية فتتوزع أسبابها بين تناول المنشطات الهرمونية، والزيادة في الوزن، والنظام الغذائي الخاطئ، وتناول بعض الأدوية، والتدخين، والإصابة ببعض الأمراض، وسن البلوغ.
ويعتبر التثدي في سن البلوغ حالة شائعة عند الصبيان، وهو غالباً ما يحصل على مشارف سن الـ17، وتلازم ضخامة الثدي صاحبها بعض الوقت، خصوصاً الأشخاص الطويلي القامة والزائدي الوزن، ما يجعلها تلقي عبئاً عاطفياً ونفسياً تجعل المصاب يتوارى عن أصحابه ويخفي صدره عندما يكون وسط الناس ويتجنب السباحة أو التعري لمنع الغير من رؤية أو ملاحظة ما يخفي القميص من تضخم واضح يثير الفضول وعلامات الاستفهام، مع أنه لو عرف السبب لبطل العجب، فكل ما في الأمر أن خللاً طارئاً حصل في معركة التوازن بين هرموني الذكورة التيستوستيرون وهرمون الأنوثة الإستروجين، فكانت النتيجة لمصلحة هرمون الأنوثة ما أدى إلى تضخم الثدي.
صحيح أن جسم الرجل يضم كمية صغيرة من أنسجة الثدي مقارنة بالمرأة، لكن على الرجال أن يأخذوا علماً أن السرطان قد ينشأ فيها تماماً، كما الحال في ثدي المرأة، وأن السنوات العشرين الأخيرة سجلت ارتفاعاً في عد الإصابات به، فحري بهم أن يولوا بعض الاهتمام لهذه المنطقة لكشف أية تبدلات طارئة فيها، خصوصاً من قبل الفئات الآتية التي تعد أكثر تعرضاً لاحتمال الإصابة بسرطان الثدي:
- المتقدمون في السن من 60 إلى 70 سنة.
- الذكور الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الثدي بين الأقارب من الدرجة الأولى.
- الأشخاص الذين عانوا من التثدي (ضخامة الثدي) إثر علاجات هرمونية أو إصابات التهابية.
- الأفراد الذين عانوا من إصابات كبدية أدت إلى ارتفاع مستوى هرمون الأنوثة وإلى انخفاض مستوى هرمون الذكورة ما يجعل الثدي أكثر عرضة للتضخم وبالتالي إلى الإصابة بسرطان الثدي.
- الذين تعرضوا لأمراض في الخصية إثر الإصابة بالنكاف (أبو كعيب) أو اختفاء الخصية.
- الأشخاص الذين أصيبوا باختلالات هرمونية جراء أمراض أو سلوكيات خاطئة، مثل أخذ هرمونات معينة من أجل زيادة حجم الجسم والعضلات.
- الأشخاص الذين يعملون في درجات حرارة مرتفعة.
- الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم إلى الكثير من الأشعة في منطقة الصدر.
- الذكور المصابون بمتلازمة كلاينفلتر، وهي مرض وراثي ينتج من وجود كرموزوم إكس إضافي.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد