برج سكني ضخم بـ15 يوما بخبرات وطنية
لعب القطاع العام وما يزال الدور الرئيس والمهم في إعمار سورية في كافة المجالات.. ولم تبخل مؤسساته أو شركاته بأي مجهود للوصول بسورية الى مصافي الدولة المتقدمة.. وخلال الازمة استمر القطاع العام في عمله مواجهاً أخطر حرب اقتصادية شنت على سورية، رغم خسائره التي تجاوزات مليارات الليرات في كافة قطاعاته.. شركاته ومؤسساته لم تقف مكتوفة الايدي بل انطلقت في مشاريعها الكبيرة للإسهام في إعادة إعمار سورية، فهذه الشركة العامة للطرق والجسور أنهت بناء برج سكني يتألف من 14 طابقا خلال 15 يوما باستخدام طريقة القالب المنزلق، في تجرية فريدة من نوعها حيث كانت مقتصرة على بناء الصوامع والمطاحن.. ولكن كادر الشركة فكر في استثمار هذه الطريقة لبناء الأبراج السكنية رغم عدم تخصص الكادر في مجال بناءالأبراج، ووضع نفسه في تحد كبير مع الزمن والإمكانيات المحدودة.
مدير فرع دمشق للطرق والجسور المهندس طارق اسماعيل، تحدث حول المشروع قائلاً: منذ سنة تقريبا أعد فريق الشركة دراسات عن إمكانية بناء البرج السكني بطريقة القالب المنزلق.. وخاصة أن هذه الطريقة لم تستخدم في البلد منذ 10 سنوات.. هذا القالب هو ملك الشركة العامة للطرق والجسور موجود ولكن بلا عمل.. كان مختص للصوامع والمطاحن والابراج العالية غير المخصصة للسكن.. وعندما دخلنا الازمة أصبح لدينا حاجة ملحة لإعادة الاعمار او ما نسميه مرحلة ما بعد الحرب. هذا الأمر استوجب أن نفكر بطريقة سريعة في مجال البناء.
وأضاف "كوادرنا فكرت بإمكانية استخدام هذا القالب لانشاء برج سكني يكون بارتفاع الصومعة بين 40 ل50 متر اي بين 12 ل16 طابق. وتابعنا بالدراسات بالتعاون مع اهم المكاتب الهندسية والاستشارية ووثقنا كل الدراسات التي نقوم بها بشكل دقيق جدا وآمن.. ومنذ حوالي 4 اشهر اخذنا الموافقة بامكانية تنفيذ برج من 14 طابق بشكل امن وفق الكود العربي السوري..وخلال 4 أشهر امنا امكانياتنا بالروافع بالمضخات ومعدات المجابل.. وتم اختيار الموقع بتوجيه من السيد رئيس الحكومة وكان مدينة الديماس السكنية.. وتم البدء بالعمل في 11| 5 |2017 الساعة 11 ليلا.
وفي اليوم الخامس عشر بتاريخ 26|5 انتهينا من تنفيذ البرج السكني بطريقة القالب المنزلق للعناصر الشاقولية "تنفيذ بدون أسقف"بلاطات" مع 40 بالمئة من التجهيزات "الطينة والكهرباء" داخل المبنى إضافة إلى قواطع داخلية.. وبعد 5 إلى 6 اشهر يسلم البناء على الهيكل.
الهدف
يقول اسماعيل " إن استغلال الزمن هو العنصر الأهم لدينا وهو غير موجود في محافلنا ومجتمعنا بشكل عام.. حيث يعد الزمن في كل دول العالم هو العنصر المهم بتنفيذ اي عمل.. انطلاقا من أهمية الوقت بدأنا مشروعنا بقيمة تضاهي قيمة انشاء برج آخر مماثل بوقت أقل وتكلفة منافسة وأطلقنا .عليه اسم".البرج البحثي التجريبي الاول".. وهو بحث علمي نضع فيه كل امكاناتنا بالزمن و بالنفقات وبالتكاليف.
وأوضح اسماعيل، أن الخطة الموضوعة هي لبناء عدة أبراج بعد اثبات نجاح تجربة هذا البرج في محاولة لتطوير منظومات الاكساء في الشركة والاقتصاد ما امكن فيها.
وأضاف أنه يمكن استخدام هذه الالية في اعادة اعمار الابنية المهدمة حيث يبلغ قطر البناء المنزلق 400 متر، يبني 4 شقق سكنية مساحة كل منها تقريبا 82 متر، حيث يتم بناء اربع ابراج مع بعضها ضمن الامكانيات الموجودة..وتعد هذه التجربة تجربة مرهقة تحتاج إلى إدارة عالية المستوى..
تكلفة المشروع
وقعت شركة الطرق والجسور مع المؤسسة العامة للاسكان عقد انشاء واكساء بقيمة "مليار ليرة سورية" لانشاء هذا البرج اي قد تزيد بنسبة 10 إلى 20 بالمئة من نسبة بناء البرج الكلاسيكي، والشركة بصدد تقييم فني ومالي دقيقين عند انتهاء من تنفيذ مرحلة الهيكل.
ويبلغ عدد الأفراد المشاركين بالمشروع 500 عامل تقريبا بين مهندسين وفنيين وعمال من مختلف الاختصاصات.
الفئة المستهدفة من هذا البرج
يقول المهندس طارق اسماعيل: كون الشركة جهة منفذة، سأتحدث عن رأيي الشخصي ولا اتعدى على اختصاص احد.. ان هذا البرج هو معد لاصحاب الدخل المحدود..للاسف سمعنا لغط عن هذا البناء لكن في الحقيقة وهو سكن شبابي للمواطنين من ذوي الدخل المحدود..مشيرا إلى ان هناك توجيه حكومي بتخفيض قيمة التكلفة ما امكن..والاقدر على تحديد الامر هي المؤسسة العامة للاسكان المعنية بالسكن الشبابي.
آلية عمل القالب المنزلق
هو منصة هيدروليكة ملبسة بخشب وصاج من جهة البيتون من الداخل وتعمل بسرعة 20 سم بالساعة..وسطيا..يحمل على ظهره جكات هيدروليكة تعمل بمضخات هيدروليكية ترفع القالب من مرحلة الصفر حتى المنسوب المتفق عليه عن طريق شيء اسمه "قضبان التسلق"..ويتم الصب كامل الوقت دون توقف..واذا حصل توقف بشكل طارئ يسبب مشاكل كبيرة.
المصاعب التي واجهت فريق العمل
اوضح مدير المشروع المهندس خالد ان فريق الشركة العامل بطريقة القالب المنزلق هو الكادر الوحيد في سورية الذي يقوم بتنفيذ هذه الطريقة. مشيرا إلى اهم الصعوبات التي واجهت العمل وهي نقص الكوادر الفنية وعدم وجود آليات حديثة.
وأشار المهندس خالد إلى أهمية دعم الجهات المعنية لهذه التجربة والقطاع الانشائي بآليات حديثة تواكب التطور العالمي للهندسة. بتقنيات عالية فهو مفيد جدا وينقصنا الكثير في هذا المجال..
المشاريع الحالية للشركة العامة للطرق والجسور
أوضح اسماعيل، ان الشركة تقوم بالعمل بعدة مجالات وحاليا تقوم بترميم صومعة عدرا..حيث تم تنفيذ 50 بالمئة من الترميم..كما تم انجاز ما يقارب 90 بالمئة من مطحنة تشرين.
إضافة إلى عدة مشاريع في صيانة الطرق.(بيروت،حمص، المطار، السويداء، درعا).
وختم المهندس طارق اسماعيل اللقاء بالتعويل على دور الحكومة في استثمار هذه التجربة في الظروف الحالية وتقديم الدعم الكبير في مجال الهندسة.مؤكدا على أهمية القطاع العام الذي بنى وأسس سورية ولام القطاع الخاص في مجال "المقاولات والاعمال الإنشائية" حيث لم يكن فعالا ولم يتحمل العبء الوطني كما يجب .
تعد شركة الطرق والجسور من أهم شركات القطاع العام مختصة ببناء الطرق والجسور وانشاء صوامع الحبوب والمطاحن.. الشركة العامة للطرق والجسور هي حاصل دمج 3 شركات.. رودكو وقاسيون وبعض فروع شركة استصلاح الاراضي العاملة بالطرق.
مرام جعفر
عن موقع "بتوقيت دمشق"
إضافة تعليق جديد