والد الطفل «عمران» يكشف أكاذيب "الخوذ البيضاء"
كشف والد الطفل عمران دقنيش عن ملابسات تفاصيل ليلة تصوير طفله الذي نشرت صورته كالنار في الهشيم وهو مضرج بدمائه في سيارة إسعاف في مدينة حلب قبل خروج الميليشيات المسلحة منها، وهزت وسائل الإعلام العالمية والعربية ومختلف الأوساط السياسية حتى مجلس الأمن، ووجهت بسببها أصابع الاتهام للحكومة السورية.
وقام التلفزيون العربي السوري بعرض مقابلة مع الطفل عمران وأسرته، الذين يعيشون اليوم بأمان في كنف الدولة السورية، وهو ما شكل صدمة لكل المتابعين.
وقال والد الطفل عمران خلال المقابلة: «الأمور معروفة، صوروا وأصبحوا يتاجرون بدمه (عمران) ويفبركون له صوراً، وأنا حلقت شعره وغيرت اسمه كي لا يكملوا تمثيليتهم، ورغم ذلك يفبركون صوراً ليكملوا تمثيليتهم».
وأضاف: «دفعوا لي مبالغ كبيرة، ومن أكثر من جهة، من طرف موسى العمر، وكان الوسيط مراسل المسلحين أبو الشيخ، وأنا رفضتها». وقال والد الطفل: إن تلك الليلة التي التقطوا فيها الصورة، لم يكن هناك أي قصف جوي أو صاروخي، لم يكن هناك طيران ولا إثر الصاروخ، إنما انفجار داخل المبنى.
الأب كشف أن ملتقط الصورة هو محمود رسلان الملقب بأبي الشيخ وهو ناشط في ميليشيا «حركة نور الدين زنكي» وهو الشخص ذاته الذي صور عملية قطع رأس الطفل الفلسطيني عبد اللـه عيسى على يد مجموعة من عناصر تلك الميليشيا.
وكشف والد عمران، أن عناصر حملوا ابنه إلى سيارة الإسعاف، ولكن كان هناك طفل آخر يجلس على الكرسي ويقومون بتصويره، قام العناصر على الفور وأبعدوا الطفل الآخر سريعاً ووضعوا عمران مكانه لأنه أصغر سناً.
من جهتها ذكرت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أن والد عمران أكد في مقابلة مصورة سجلها لأحد القنوات العربية، أنه تلقى عروضاً مالية ضخمة، حتى يدعي أن ما حصل له وعائلته، كان ناتجاً عن قصف للطائرات السورية والروسية.
وتحدث والد الطفل عن بداية قصة الصورة، في أنه كان يجلس مع جميع أسرته في المنزل، «لم نسمع أصوات طائرات حربية ولا صواريخ جوية استهدفت منزلنا، ولم نعلم كيف حدث ذلك، سوى أنني أخرجت عائلتي من بين الركام».
ومضى بقوله: «ثم ظهر أصحاب الخوذ البيضاء، واكتشفت أنهم صوروا ابني، وأصيبت ابنتي أيضاً كباقي الأسرة، ولكن إصابة ابني الآخر «علي» هي التي كانت بالغة واستشهد بعدها بثلاثة أيام».
واستطرد قائلاً: «لم أعلم في البداية أنهم صوروه، لكن ما حدث بعد ذلك هو ما جعلني أفكر في سبب تصويرهم له».
وقال: «إنه بعد انتشار الصور، بدأ يتلقى الكثير من العروض المادية من قادة ميليشيات مسلحة وجمعيات، حتى إن بعضهم عرض علي أن أترك حلب وتدبير منزل لي ولأسرتي في تركيا أو الولايات المتحدة أو بريطانيا، مقابل اتهام الحكومة السورية بأنها المسؤولة عن مقتل ابني».
وأضاف قائلاً: «لكني ما أزال أعيش داخل مدينة حلب، فأنا ابن هذه المدينة، فحلب المدينة التي لا تموت».
وأشار إلى أنه اتصل به أحد أعضاء «الائتلاف» المعارض، وطلب منه أن يتهم صراحة الدولة السورية بما جرى لأسرته.
وتحدث والد عمران، قائلاً: «ثم كانت المفاجأة عندما قال لي بعض الصحفيين الذين نعلم أنهم مقربون من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بأن 26 مليون مسلم يعتمدون علي، فسألته: لماذا؟، فقال لي: إنهم ينتظرون تصريحك وتأكيدك بأن من قام بالقصف هو الحكومة السورية».
وأشار والد الطفل إلى أن صحفيين ووكالات حاولوا تشويه الحقائق المتعلقة بصور ابنه. وقال: «لم يقل أحد ممن صوروا ابني أن الدماء التي كانت على وجهه كانت دماء والده».
وكانت صورة الطفل عمران قد التقطت في آب 2016، بعد انهيار منزله في حي القاطرجي في مدينة حلب، بزعم أن الطيران الحربي السوري قصفه.
وكالات
إضافة تعليق جديد