تركيا تتراجع وتتملص من تسريبها لـ«الأناضول» … مواقع القواعد الأميركية في سورية.
نفى مسؤولون أتراك مزاعم قيامهم بتسريب مواقع سرية لعشرة قواعد أميركية في سورية لوكالة أنباء «الأناضول» التركية، مؤكدين أن الصحفيين حصلوا على المعلومات من مراسليهم على الأرض.وقامت وكالة «الأناضول»، التي تعود معظم أسهمها لوزارة الخزانة التركية بنشر مقال مفصّل عن القواعد الأميركية في سورية، يتضمن معلومات عن عدد الجنود الأميركيين والطائرات ونوعية القواعد والتواجد العسكري الفرنسي المعروف في السابق.
وتوجد القوات الأميركية والغربية في سورية ضمن «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم داعش لدعم «وحدات حماية الشعب» الكردية.وذكر موقع «ذا ديلي بيست» الأميركي، أن تركيا سرّبت المعلومات من خلال الوكالة، الأمر الذي قوبل بقلق عميق من قبل وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون».وقال مسؤول تركي رفيع المستوى لم يكشف عن اسمه لصحيفة «ديلي صباح»: «بعد مراجعتنا للموضوع، فإن مراسلي وكالة «الأناضول» حضّروا هذا التقرير بناء على مصادرهم الخاصة». وذهب مسؤول تركي آخر أبعد من ذلك بقوله: إن تركيا إذا أرادت أن ترسل رسالة من خلال تسريبات، فإن بإمكانها استخدام وسائل الإعلام الدولية بدلاً من وكالتها الرسمية. وقال: «يبدو تسريب المعلومات إلى وكالة الأناضول تصرفاً غبياً جداً. ينبغي أن لا يُهين البعض ذكاءنا. إنّنا بكل وضوح لن نترك هذا النوع من البصمات».
وترافق الصراع الأميركي التركي، مع تأكيد المسؤول عن قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي الجنرال رايموند توماس: أنه هو من أمر «وحدات حماية الشعب» الكردية بتغيير «اسمها» وذلك قبل يوم تقريباً من كشفها عن تحالف مع السوريين العرب في 2015، والذي جاء تحت عنوان «قوات سورية الديمقراطية – قسد».وقال توماس يوم الجمعة، أنه أبلغ «الوحدات» بمخاوف تركيا في 2015. وأضاف: «قلنا لهم بالحرف: عليكم تغيير اسمكم. ماذا تودون أن يكون اسمكم بخلاف وحدات حماية الشعب؟ وفي غضون يوم أعلنوا أن اسمهم أصبح «قوات سورية الديمقراطية -قسد». «رأيت في استخدام كلمة «الديمقراطية» لفتة رائعة. أعطتهم بعض المصداقية».
ووردت تصريحات توماس خلال منتدى أسبن للأمن في ولاية كولورادو الأميركية وهو مؤتمر سنوي يجمع المسؤولين وقادة الجيش وخبراء الأمن القومي.وتحدث توماس فيما بعد عن تطور «وحدات حماية الشعب»، التي تكبدت خسائر فادحة في المعارك الأولى ضد تنظيم داعش، لكنها ظلت تقاتل وتزيد من قوتها وأعداد مقاتليها تحت لواء «قوات سورية الديمقراطية – قسد».
واستمر التوتر بين «حماية الشعب» وتركيا، وأدى إلى تأزم العلاقات بين واشنطن وأنقرة. وسعت تركيا للحصول على تطمينات من الولايات المتحدة الأميركية بأن الأسلحة التي تقدمها بهدف هزيمة متشددي داعش لن توجه لاحقاً ضد تركيا.
وتسيطر «حماية الشعب» الآن على مناطق واسعة على الحدود شمال شرقي حلب وجيب من الأراضي إلى الشمال الغربي من المدينة. وتسيطر ميليشيات تدعمها تركيا على الأراضي الفاصلة بين المنطقتين لتمنع القوات الكردية من الربط بينهما.وقال قائد «وحدات حماية الشعب» هذا الشهر: إن انتشار الجيش التركي قرب مناطق سيطرة الأكراد بشمال غرب سورية يصل إلى حد «إعلان الحرب».
وترك وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الباب مفتوحاً أمام إمكانية تقديم دعم على المدى البعيد لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، قائلاً: إن واشنطن قد تحتاج إلى تزويدها بالأسلحة والعتاد حتى بعد انتزاع السيطرة على الرقة معقل داعش في سورية.
وأقر توماس أيضاً بأن الصلات المفترضة بين «وحدات حماية الشعب» وحزب العمال الكردستاني تخلق المشاكل. وأضاف: «عليهم العمل على اسمهم. إذا واصلوا الارتباط بمنتجهم القديم، خاصة الصلة بحزب العمال الكردستاني، فستنطوي العلاقة على تحديات هائلة».
وسبق لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عبر عن عدم اعتراضه على وجود قواعد أميركية بسورية شريطة شرعنتها.وقال في مقابلة مع قناة أميركية: «لا، لا أعارض وجود قواعد أميركية في سورية، شريطة سحب الأميركيين لوجودهم غير الشرعي في الجمهورية العربية السورية، لأنهم جاؤوا غير مدعوين، وذلك ما يميزهم عنا».وبشأن مستقبل الوجود الأجنبي العسكري في سورية، قال لافروف: إنه بعد هزيمة المجموعات الإرهابية في سورية والتوصل إلى اتفاق يلائم كافة المجموعات الاثنية والطائفية في البلاد، ستكون دمشق الجهة الوحيدة التي يمكنها اتخاذ القرار الشرعي حول وجود عسكريين أجانب وقواعد أجنبية.
وكالات
إضافة تعليق جديد