نجاد يعلن انطلاق قطار النووي ورايس تطالبه بضغط زر التوقف
طالبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إيران بالضغط على زر التوقف لبرنامجها النووي، مؤكدة أن واشنطن عندئذ مستعدة لبحث القضايا التجارية والسياسية مع طهران.وكانت رايس بذلك ترد على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والتي قال فيها إن بلاده تمكنت من تقنية إنتاج الوقود النووي، وتحركها في هذا الطريق "كقطار على سكة حديد من خط واحد لا مجال له للوقوف أو التراجع أو الكبح".
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية في تصريحات لمحطة (ABC) إن الإيرانيين "ليسوا بحاجة إلى مكابح أو تراجع، إنهم بحاجة إلى الضغط على زر التوقف".وأضافت رايس "أنا مستعدة للقاء نظيري أو الممثل الإيراني في أي وقت إذا علقت إيران أنشطتها المتعلقة بالتخصيب وإعادة المعالجة.. هذه يجب أن تكون إشارة واضحة".واعتبرت الوزيرة الأميركية أن العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة على إيران بدأت تزيد من مشاعر استياء الإيرانيين من تصرفات أحمدي نجاد حسب قولها.
وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أعلن أمس، أن طهران ستواصل عملها في برنامجها النووي "دون توقف، أو تراجع عن مساعيها لإتقان تكنولوجيا صناعة الوقود النووي"، مشدداً على أن بلاده "لن نتراجع أمام الضغوط، ولا عودة للوراء في الموضوع النووي."ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن نجاد قوله: "حصلت إيران على التكنولوجيا الخاصة بتطوير الوقود النووي، وحركة إيران مثل قطار بدون مكابح، لا يمكنه التراجع."
جاءت تصريحات الرئيس الإيراني عقب استقباله وزير الخارجية الكيني، رافاييل توغو، الذي يزور طهران حالياً.
في الوقت نفسه، حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، من أن "رد فعل بلاده علي تصرفات الدول، التي تحاول ممارسة التصعيد بشأن ملف إيران النووي، سيكون مماثلاً."
وأضاف لاريجاني في تصريحاته الأحد، بمطار جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، أن "السلوك المتشدد سيفضي إلى أعراض جانبية، ويتعين علي الآخرين أن يعلموا بأن مثل هذه التصرفات، لن تكون من جانب واحد، وأنها ستواجه بردة فعل مماثلة، من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.وأشار المسؤول الإيراني إلى أن البرنامج النووي لبلاده "أخذ طابعاً سياسياً"، وقال إن "هذا الموضوع ليس معقداً بحد ذاته، وإيران مستعدة لتسوية الخلافات القائمة، عن طريق المحادثات البناءة."وأضاف لاريجاني، الذي يزور جوهانسبرغ، بدعوة من الرئيس الجنوب أفريقي تابو مبيكي، أن إيران تحرص علي تبديد القلق الموجود بشأن نشاطاتها النووية، عن طريق المحادثات.وقال إنه "يتعين على أطراف الحوار، الامتناع عن تقديم مطالب غير منطقية، وأن يسعوا إلى البحث عن حل عقلاني."
كما نقلت وكالة "إرنا" عن مساعد ممثلية إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، مهدي دانش يزدي، قوله إن "طهران لن ترضخ للضغوط المغرضة، لبعض الجهات، التي تريد حرمان الشعب الإيراني من حقه في التقنية النووية السلمية.وكانت إيران قد أكدت، في وقت سابق السبت، أنها مستعدة لأي ضربة عسكرية توجهها الولايات المتحدة ضدها، غير أنها تفضل التفاوض كوسيلة لتسوية النزاع النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في هذا الصدد: "يوجد خياران للتعامل مع القضية النووية الإيرانية، هما القوة أو الدبلوماسية".تأتي هذه المواقف من جانب المسؤولين الإيرانيين رداً على تقارير أشارت إلى أن خططاً يجري إعدادها حالياً، تتضمن شن هجوم وشيك على منشىـ نووية إيرانية.وقالت إيران السبت إنّ الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بشنّ عمل عسكري ضدّها، داعية واشنطن وحلفاءها إلى الحوار.
وقال منوشهر متكي قوله للصحفيين "لا نرى أنّ الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بخلق أزمة جديدة مع دافعي الضرائب داخلها ببدء حرب أخرى في المنطقة."
جاءت تصريحات متكي ردّا على تحذير جديد من نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني السبت، قائلا إنّ جميع "الخيارات مطروحة" إذا استمرت إيران في تحدي الأمم المتحدة التي تطالبها بوقف برامج التخصيب.
إلى ذلك، كشفت تقارير صحفية في العاصمة البريطانية لندن السبت، أن إسرائيل طلبت إذناً من الولايات المتحدة الأمريكية، للسماح بتحليق المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء العراقية، في طريقها لمهاجمة منشآت نووية إيرانية.ونقلت صحيفة "ديلي تليغراف" عمن وصفته بمسؤول رفيع بالجيش الإسرائيلي قوله "إن المفاوضات جارية حالياً، لكي يؤمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، ممراً جوياً للطائرات الإسرائيلية فوق العراق"، مضيفاً قوله إنه "يتم التخطيط لكافة الاحتمالات."
وكانت مجلة "نيويوركر" الأمريكية، قد ذكرت في تقرير لها، أنه على الرغم من إصرار إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، على عدم وجود خطط لديها لمهاجمة إيران، فقد أكد مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أنه تم تشكيل لجنة للتخطيط لشن هجوم يمكن تنفيذه خلال 24 ساعة بعد تلقي أمراً بذلك من الرئيس بوش.
وكالات
إضافة تعليق جديد