22-02-2018
قتال «زنكي» لـ«النصرة» يمتد إلى إدلب.. وعين تركيا على ريف حلب الغربي
اشتدت حدة المعارك واتسعت رقعتها بين ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» وجبهة النصرة الإرهابية لليوم الثاني على التوالي في ريف حلب الغربي الذي تطمح تركيا للسيطرة عليه عبر أداتها الجديدة ميليشيا «جبهة تحرير سورية» التي شكلتها السبت من اندماج «الزنكي» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و9 ميليشيات أخرى صغيرة كقوة جديدة.
وقالت مصادر إعلامية معارضة متابعة لسير المعارك بين الفريقين المتقاتلين : إن الحكومة التركية تستهدف من وراء ذلك طرد «النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» من ريف حلب الغربي كاملاً لتصبح الآمر الناهي فيه لضمه إلى ريف حلب الشمالي الذي تهيمن عليه ميليشيات مسلحة موالية لها وريف حلب الشمالي الشرقي حيث ميليشيا «درع الفرات» التابعة لها، وذلك بعد وصل الأرياف ببعضها بعضاً عبر عملية «غصن الزيتون» العدوانية التي ينفذها الجيش التركي منذ 20 الشهر الفائت.
وبينت المصادر، أن توقيت تشكيل «تحرير سورية» وإطلاق المعارك بين «الزنكي» و«النصرة» تزامن مع قرب سيطرة الجيش التركي والميليشيات المسلحة المتحالفة معه على الشريط الحدودي لتركيا مع عفرين لإقامة معبر بري يصل إعزاز شمال حلب ببلدة أطمة شمال إدلب على أن تتولى «الزنكي» وصل الأخير بالمناطق التي تسعى لمد نفوذها إليها وخصوصاً مدينة دارة عزة التي انتقلت الاشتباكات مع «النصرة» إليها أمس مع انطلاق شرارة المعارك.
كما تجهد أنقرة عبر دعم «الزنكي» و«أحرار الشام»، أكبر فصيلين تمولهما في حلب وإدلب، في السيطرة على قلعة سمعان ومحيطها المتاخم لدارة عزة للتخلص من «النصرة» وحماية نقاط المراقبة التي تحميها وسبق الجيش التركي أن أقامها منذ تشرين الأول الماضي وعلى دفعات على تخوم المناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، في ريف عفرين الجنوبي الذي تدور فيه معارك مع الجيش التركي لطرد الوحدات منه.
وتوسعت رقعة انتشار الاشتباكات بين «الزنكي» و«النصرة» من بلدات أورم الكبرى وأورم الصغرى وكفرناها ومدينة دارة عزة لتصل إلى أطراف بلدة تقاد حيث سقط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ناهز عددهم الـ20 بين قتيل وجريج على حين قدرت المصادر المتابعة لسير المعارك عدد قتلى الطرفين المتصارعين بأكثر من 25 قتيلاً.
وفي وقت لاحق أمس سرت أنباء عن امتداد الاقتتال إلى إدلب وسيطرة «تحرير سورية» على معسكر وادي الضيف بالكامل بريف إدلب الجنوبي، كما امتدت سيطرتها إلى أريحا وترملا والمسطومة وأورم الجوز، على حين ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن قائد ميليشيا «صقور الشام» أبو عيسى الشيخ، أصدر أوامر لمسلحيه بالانضمام لصفوف «الزنكي» وتنفيذ أوامر القائد العام لـ«تحرير سورية» حسن صوفان ودعم الحركة في حربها على «النصرة».
وتبادل الفريقان كالعادة الاتهامات حول سبب الاقتتال إلا أن «النصرة» اتهمت «الزنكي» بأنها قتلت مسؤولها الشرعي «أبو أيمن المصري» الأسبوع الفائت في قرية الهوتة بريف حلب الغربي في حين ردت الأخيرة بأنها اشتبهت بكون سيارته مفخخة ورأى فرع تنظيم القاعدة في سورية أن اندماج «الزنكي» مع «أحرار الشام» السبت الماضي موجه للقضاء عليها وأنها ستواجه بالسلاح كل من يتآمر عليها.
وكانت «الزنكي» انشقت عن «تحرير الشام» في تموز الماضي على خلفية اتهام الأخيرة بالبغي ضد الميليشيات المسلحة في إدلب بعد أن انشقت عنها ميليشيا «جيش الأحرار» التي سبق انفصال ميليشيا «أنصار الدين» عنها أيضاً في 10 الجاري.
أما آخر جولة من الاقتتال بين الطرفين فاندلعت في تشرين الثاني الماضي في بلدات عدة غربي حلب وانتهت إثر توسط «شرعيين» لإنهائها.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد