ما هي الخيارات العسكرية التركية في الشمال السوري؟
أشار تقريرإعلامي إلى القلق المتنامي لدى الولايات المتحدة، خشية تنفيذ أنقرة تهديداتها والدخول في حرب شاملة مع “الوحدات الكردية” في شمال سوريا من الممكن أن تؤدي إلى مواجهة بين الجيش التركي والقوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
ويشير التقرير إلى عدم رضى أنقرة عن التقارير التي تفيد بتعميق الولايات المتحدة علاقاتها مع الميليشيات الكردية بهدف ترسيخ وجودها في مساحة تصل إلى 30% من مجمل الأراضي السورية، وتمتد من منبج، إلى غرب الفرات وصولاً إلى الحدود العراقية وتشترك بحدود يبلغ طولها 600 كلم مع تركيا في الشمال.
وعلى الرغم من تصميم أنقرة على ضمان عدم ظهور كيان كردي مستقل في سوريا مشابه للإقليم العراقي إلا أن التصريحات الأمريكية لا تبدو مطمئنة لتركيا، حيث أوضح وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) عدم نية الولايات المتحدة التخلي عن شراكتها مع “وحدات حماية الشعب” قائلاً “عملنا بشكل وثيق مع حلفائنا الأكراد لحد الآن وذلك طوال الفترة التي قضيتها في العمل لدى هذه الإدارة” وأضاف خلال مناسبة عقدت في “المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي” إلى أن الولايات المتحدة “تتجه نحو ضمان حجز مقعد لها على الطاولة”.
تهديد للعلاقة الاستراتيجية
أدت التصريحات الصادرة عن (بومبيو) إلى اتهام روسيا الولايات المتحدة بإنشاء منطقة ذات أغلبية كردية داخل سوريا وتدمير وحدة البلاد، حيث قال وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) خلال حديث له مع وسائل إعلامية إن واشنطن “تحاول بشكل غير شرعي إنشاء شبه دولة في شرق سوريا باستخدام قوات سوريا الديمقراطية”.
أحد الدبلوماسيين الغربيين قال إن تركيا لا تستطيع تحمل مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة على الرغم من التحذيرات المستمرة حول عملية عسكرية في شمال سوريا.
ورأى العميد المتقاعد في الجيش التركي (نعيم بابور أوغلو) بأن لدى تركيا خياران في شمال سوريا. الأول، والذي لا يمكن اعتباره مرجحاً، يتضمن التعامل مع الولايات المتحدة للقضاء على التهديد الذي تشكله “وحدات حماية الشعب”، والثاني يتضمن “شن القوات المسلحة التركية، بالتعاون مع حلفائها في الجيش السوري الحر، عملية عسكرية شرق نهر الفرات” وأضاف “من الممكن ألا تبقى لدى تركيا خيارات سوى إطلاق هذه العملية العسكرية رغماً عن رغبة الولايات المتحدة”.
ويشير التقرير إلى أن الظروف الحالية ستنعكس مباشرة على “الشراكة الاستراتيجية” بين الولايات المتحدة وتركيا، حيث يبقى سقف الطموحات مرتبط بعدم نشوء أزمات جديدة بين البلدين، والاكتفاء حالياً في القضايا العالقة التي ربما ستبقى بدون حل.
التصعيد قبل بدء المحادثات
مصدر استخباراتي تركي، قال لموقع “ميدل إيست آي” إن استهداف الجيش التركي لمواقع “وحدات حماية الشعب” شرق نهر الفرات جاء للإثبات “مدى جديتنا وإصرارنا” وأضاف المصدر الذي تحدث للموقع شريطة عدم الكشف عن اسمه، أن القصف هو بمثابة إعلان “بأننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة ضد أي تهديد لأمننا”.
وأكد على أن “وحدات حماية الشعب” قد قامت باستقدام آليات حفر بهدف حفر فنادق على الحدود السورية التركية ستشكل منصة لإطلاق صواريخ على تركيا. معتبراً أن تركيا “شعرت بتهديد عسكري، واستجابت له. التحرك ليس حواراً سياسياً”.
وقال المصدر، إن (أردوغان) يهدف بتصريحاته إلى الضغط على الولايات المتحدة بهدف التحرك لتطبيق خارطة طريق منبج. وأضاف أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في حال لم تكن خارطة الطريق كافية للتخلص من تهديد “وحدات حماية الشعب” بما في ذلك إطلاق “عملية عسكرية واسعة النطاق، شرق نهر الفرات”.
وأشار دبلوماسي تركي، يعمل على الملف السوري منذ 2011، إلى أن “ليس لدى منبج أي أهمية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة. إنما تحاول الاحتفاظ بجميع الأراضي التي تسيطر عليها ليكون لها قوة أكبر على الطاولة” معتبراً أن زيادة عدد الأراضي التي تخضع للسيطرة الأمريكية يعني زيادة في عدد الأوراق التي تمتلكها الولايات المتحدة في سوريا.
ويشير تقرير “ميدل إيست آي” إلى أن أنقرة تعتقد أن الجهود المشتركة مع واشنطن في منبج إضافة إلى المحادثات الدبلوماسية، ستؤدي إلى انسحاب “وحدات حماية الشعب” من الحدود التركية نحو الجنوب، بما في ذلك مناطق شرق الفرات، وذلك بتوجيه من الولايات المتحدة.
المونيتور
إضافة تعليق جديد