أبو بكر: لقاؤنا مع الرئيس الأسد «مهم».. وسورية تبرر لدول عربية مقاطعتها لأنها تعرضت لضغوط لاتتحملها
اعتبر رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ونائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، ناصر أبو بكر، أن اللقاء الذي أجراه الرئيس بشار الأسد مع أعضاء الاتحاد كان «مهماً للغاية»، لافتاً إلى أن الرئيس الأسد أبدى انفتاحاً كبيراً جداً في موضوع الإعلام وحرية الإعلام. وكشف أبو بكر عن تحركات تجري لعقد مؤتمر لاتحاد الصحفيين الدوليين في سورية قريباً، بعد تغير المناخ الدولي الذي كان سائداً.
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين: إن اللقاء مع الرئيس بشار الأسد كان مهماً، للاطلاع على أوضاع سورية، وما جرى فيها وللاستماع لوجهة نظر الرئيس الأسد حول انتصار الشعب السوري على الإرهاب، وما هي خطة الدولة للنهوض بسورية وإعادة الإعمار وعودة دمشق لدورها في الصف العربي.
وتحدث أبو بكر عن بعض تفاصيل اللقاء، وقال: «استمع الرئيس الأسد بإسهاب شديد، وأعطى وقتاً كبيراً جداً للاستماع لآراء الأعضاء، الذين جاؤوا للتضامن مع زملائهم في سورية، والوقوف مع الشعب السوري وما يجري في سورية، وجرى التطرق لموضوع الحريات الصحفية، حيث تم التركيز على ضرورة فتح الباب واسعاً على الحريات الإعلامية في سورية، وضرورة التعددية الإعلامية، وعدم المساس بحرية الإعلام ووجود تشريعات وأنظمة وقوانين تضمن هذه الحرية الواسعة، لأن سورية عندما تتعافى ينبغي أن تكون نموذجاً يقتدى به، واستمعنا إلى التزامات من الرئيس الأسد في هذا الموضوع، ورأينا أن لديه انفتاحاً كبيراً جداً في موضوع الإعلام وحرية الإعلام».
وكشف نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، أن الرئيس الأسد أكد على أن كل ما سيتقدم به اتحاد الصحفيين السوريين ستتبناه الحكومة السورية وستتبناه الدولة.
وقال أبو بكر: «لاحظنا وجود ذكاء وحرص شديد من الرئيس الأسد للاستماع للحاضرين، ولديه أفكار كثيرة وأيضاً وجهة نظر تتناسب مع الحداثة والتطور الذي يجري بالعالم، وهو يواكب أدق التفاصيل، وكل ما يجري في سورية وفي المنطقة، ولكن بهدوء شديد وبمتابعة هادئة من أجل الخروج بنتائج تلبي طموحات السوريين».
وأوضح أبو بكر، أن الرئيس الأسد في حديثه للصحفيين العرب تحدث عن العلاقات العربية، ونقل عن الرئيس الأسد قوله: «إننا نتطلع للأمام ولا ننظر إلى الخلف».
وذكر أبو بكر، أن الرئيس الأسد، كشف عن حديث يجري من قبل عدد من الدول العربية ودول العالم مع سورية، لإعادة العلاقات معها.وبين أبو بكر، أن الرئيس الأسد، قال: إن سورية منفتحة وهي تبرر لبعض الدول العربية مقاطعتها لها، على اعتبار أن تلك الدول ربما كانت تتعرض لضغوط لا تحتملها.
وأشار الرئيس الأسد، بحسب أبو بكر إلى أهمية الوفود الشعبية التي تزور سورية وأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه لفتح العلاقات، والتي يمكن لها أن تنقل وجهة النظر التي تتبناها الدولة السورية.وعبر أبو بكر عن حالة ارتياح كبيرة خرج بها المجتمعون بعد اللقاء مع الرئيس الأسد، وذلك للجو المنفتح الذي تناقش به الرئيس مع الصحفيين.
كما عبر أبو بكر عن حالة ارتياح لدى المجتمعين لمجمل القضايا التي أثيرت ووجهة نظر (الرئيس الأسد) حول كيفية التعاطي مع حرية الإعلام في المستقبل.
وأشار نقيب الصحفيين الفلسطينيين إلى المهام التي يضطلع بها اتحاد الصحفيين العرب، مبيناً أن من أهدافه متابعة عمل الصحافة العربية من أجل النهوض بواقعها. وقال: «نحن منظمة قومية وعربية ولكن لدينا عمل مهني كبير جوهره حرية الإعلام. يجب أن يكون في وطننا العربي ترسيخ لحرية الإعلام، وأهم نظريات الإعلام في العالم هي الحرية مع المسؤولية. الآن في العالم هناك انتشار لوسائل التواصل الاجتماعي الذي لم ينظم بطريقة مقوننة، ووفق تشريعات وأنظمة واضحة، وبالتالي الفوضى الإعلامية تعم العالم وعدم المصداقية موجودة بكثرة».وطالب أبو بكر بضرورة تنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي بما يتناسب مع أخلاقيات مهنة الصحافة باعتبار أنها أكبر خطر على حرية الصحافة.
ولفت أبو بكر إلى أن المناظر الوحشية التي تناولها الإعلام في قضية سورية، كان المقصود منها إثارة الرعب والخوف والإرهاب وترهيب المجتمع، وكل الدول التي كان يخطط لها أن يحصل فيها كل ما يحدث في سورية.
وأضاف: «وعلى اعتبار أن الإعلام هو الذي يشكل الرأي العام، فإن تشكيل الرأي العام بهذه الطريقة هو أمر مرعب يرقى لأن نسميه إرهاباً، لذلك نحن بحاجة ربما إلى سنوات قليلة لتنظيمها وإلى جهد من قبل كل الاتحادات والنقابات والجمعيات الصحفية حول العالم، وأيضاً من الحكومات وتكون مقرونة بحريات المهنة وبالمسؤولية».
وحول عمليات التطبيع الرسمي والإعلامي الحاصلة اليوم على قدم وساق من قبل عدد من الدول العربية مع العدو الإسرائيلي، بين نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، أنه وبالنسبة للاتحاد ولنقابة الصحفيين فإن «التطبيع محرم، ومن يمارس التطبيع يفصل من هيئات الاتحاد ومن هيئات النقابات ومن عضوية النقابات، وهذا أمر غير قابل للنقاش، والأمر واضح إن التطبيع يشكل خطورة على الثقافة العربية والحضارة العربية».
وربط أبو بكر بين قيام مؤسسات إعلامية معروفة باستضافة مسؤولين «إسرائيليين» وبين الموقف السياسي لتلك الدول الضاغط بهذا الاتجاه، وقال: «هناك قنوات عربية هدفها الأساسي هو التطبيع وبث سموم فكرية وثقافية عند الشعوب العربية لذلك يجب على هذه الوسائل أن تتوقف».
وحول البعد السياسي الذي حمله انعقاد مؤتمر الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب في دمشق، أشار أبو بكر إلى أن اتحاد الصحفيين العرب هو منظمة قائدة ورائدة في قيادة الفكر وحرية التعبير في الوطن العربي والإعلام، وبالتالي «لديها رأي سياسي».
وبين أن حرية الإعلام لا تنفصل عن حقوق الإنسان، وهي جزء أساسي من حقوق الإنسان، وبالتالي «نحن جئنا إلى سورية لنقف مع الصحفيين السوريين ومع الشعب السوري ضد هذا الإرهاب، وأول حقوق الإنسان هو الوقوف في وجه المجموعات الإرهابية المدعومة دولياً والتي حاولت تفتيت سورية وشعب سورية وحاولت إلحاق الدمار بالحضارة الإنسانية الطويلة التي يمتلكها السوريون، وكل هذا كان خدمة لإسرائيل».
واعتبر أن «هذه الزيارة جاءت في وقت مهم بعد الانتصارات السورية على الإرهاب، وهذا يعني أن هناك شكل كبير وحضور كبير من ممثلي العالم العربي الذين جاؤوا ليقولوا إننا مع سورية ولذلك أوجه دعوة لكل الصحفيين العرب وكل صحفيي العالم ليأتوا إلى سورية ويروا الحقيقة على الواقع وأطلب من الحكومة السورية أن تسهل عمل الصحفيين العرب والأجانب لأن من يأتي ويرى ما يجري على أرض الواقع سيكون أكثر دقة وأكثر مهنية، وأيضاً ندعو الشعوب العربية للقدوم إلى سورية والدول العربية لإعادة إطلاق علاقاتها مع سورية، لأن سورية انتصرت والشعب السوري انتصر ويجب أن يستمر التضامن معه».
وختم أبو بكر عن أن اتحاد الصحفيين الدوليين سيعقد مؤتمره القادم في سورية قبل نهاية نيسان القادم، «وهناك تحرك يجري من أجل أن يكون هناك اجتماع إقليمي للاتحاد في دمشق، وقد اقترب الاتحاد الدولي كثيراً من الاتفاق على الموعد، لأن المبدأ اتفق عليه بأن نأتي إلى سورية وسيكون هذا الاجتماع ناجحاً بالتالي، وسيتم الإعلان عن موعد هذا الاجتماع قريباً جداً.
الوطن
إضافة تعليق جديد