إطفائيو اللاذقية على خطوط النار لمواجهة أعداء الحراج
تعطّل 12 سيارة إطفاء من 34 خلال الحرائق الأخيرة والحاجة لسيارات دفع رباعي
على خطوط اشتعال النيران في أكثر من 51 بقعة جغرافية في اللاذقية، كان رجال منظومة الإطفاء يتنقلون من حريق إلى حريق بعزيمة وإصرار رغم التعب والإرهاق.. يصلون الليل بالنهار طوال الأيام الثلاثة التي لقبوها بالسوداء لأنها أتت على مساحات زراعية وحراجية واسعة عمرها مئات السنين، حتى نجحوا أخيراً في لجم النيران عن التهام الأخضر واليابس في المناطق التي نشبت فيها.
بمواجهة النيران، يقف رجال الإطفاء وجهاً لوجه في حرب مفتوحة مع عدو غادر لا يمكن التنبؤ متى وكيف سينقضّ على خصمه، وهذا ما جرى مع رجال إطفاء الحراج الذين التفّت النار حولهم فأودت بحياة اثنين وأصابت تسعة آخرين بحالات إغماء واختناق، واقع الحال الذي لم يثبط من عزيمة رجال الإطفاء بل زادهم إصراراً على مواصلة العمل بهمّة عالية لإخماد جميع الحرائق، وخاصة الحريق «الأشرس» في فرزلة الذي استمر ثلاثة أيام.
قائد فوج إطفاء اللاذقية- الرائد مهند جعفر قال : تمكن عناصر الفوج من إطفاء 46 حريقاً ما بين 13-15 تشرين الأول، وكان التحدي الأصعب بين جميع الحرائق هو حريق فرزلة في ريف القرداحة الذي استمر ثلاثة أيام، حيث أظهر رجال الإطفاء روحاً وطنية عالية والتزاماً وإخلاصاً. وأضاف جعفر: إخماد عناصر الإطفاء لهذه الحرائق يدل على التناغم فيما بينهم وطريقة التعامل مع الحرائق في حرب مفتوحة مع النار، حيث نرى الإطفائي ينتقل من حريق إلى آخر وهمه الوحيد هو المحافظة على الثروات الطبيعية والممتلكات العامة والخاصة، مؤكداً أن عناصر الإطفاء دائما كانت على أهبة الاستعداد إضافة إلى جاهزية المعدات والآليات بانتظار تلقي أي بلاغ.
ونوّه جعفر بالتنسيق الكبير بين منظومة الإطفاء الممثلة بفريق الإطفاء في الدفاع المدني ومديرية الزراعة وفوج الإطفاء ومراكزه الثمانية الموزعة في المحافظة، موضحاً أنه كان لمراكز الإطفاء الموجودة في الأرياف دور كبير في عملية إخماد الحرائق حيث كانت تتوجه على الفور إلى مكان الحريق الأقرب خلال دقائق قليلة، في حين كانت تستغرق سيارات الفوج ساعة كاملة للوصول إلى المواقع بسبب حمولتها التي تصل إلى 110 براميل. كما نوّه بالدور الذي قام به الأهالي لجهة مساعدة رجال الإطفاء في إخماد النيران، وآليات المؤازرة التي قدمت من المحافظات الجنوبية والتي ساعدت بإخماد الحرائق في اليوم الثالث.
آمر زمرة الحريق في فوج إطفاء اللاذقية -باسل شعبان الذي شارك في إخماد حريق فرزلة يقول: في 13 تشرين الأول تلقينا عدة بلاغات عن اندلاع 13 حريقاً بينهم حريق فرزلة، على الفور توجهنا إلى المكان حيث كان الحريق كبيراً والنيران تمتد بسرعة بفعل الرياح الشرقية الجافة.
وأضاف شعبان: شاركنا عمال الحراج في إطفاء النيران إلا أنها كانت تمتد بسرعة كبيرة حتى وصلت إلى منحدر خطر لا يمكن التعامل معه ما جعلنا غير قادرين على إخماد النيران، فعملنا مع عمال الحراج على محاصرة النيران حتى لا تمتد إلى القرى المجاورة.
وتابع شعبان: بقينا في فرزلة حتى اليوم التالي الذي اندلع فيه 38 حريقاً في أوقات متقاربة جداً، فقد كان الفوج عندما يتلقى بلاغاً عن اندلاع حريق يتلقى في الوقت نفسه بلاغاً آخر عن اندلاع ثلاثة حرائق أخرى، مؤكداً أنه لو لم يكن هناك حريق آخر غير حريق فرزلة لكانت تمت السيطرة عليه، لكن اندلاع عدد كبير من الحرائق في التوقيت نفسه جعل الجهود الجبارة المبذولة متفرقة على مناطق مختلفة، ناهيك بالعوامل الطبيعية التي لم تكن مؤاتية.
وتابع شعبان: كان همنا الوحيد هو إتمام مهمتنا والحيلولة دون وصول النيران إلى القرى والمنازل، بغض النظر عن المخاطر والصعوبات التي كنا نواجهها من التعرض للغازات السامة وحالات إغماء واختناق وحروق.وأردف شعبان: كل الشكر للأهالي الذين ساعدونا في إطفاء النار في بعض المواقع، مشيراً إلى أن الإطفائي تكفيه كلمة شكر من الأهالي التي تنسيه كل التعب والإرهاق.
تشرين
إضافة تعليق جديد