تبادل الزيارات خطوة تساهم في نقل العدوى وانتشار كورونا
الزيارات العائلية والجلسات الصباحية نظام اجتماعي اعتاد عليه أفراد المجتمعات، لكن وفي زمن الكورونا الذي قلب الموازين رأساً على عقب نجد بأن البعض فقط هم من التزموا بالإجراءات الوقائية التي اتخذت للتصدي لانتشار فيروس كوفيد ١٩، وكانت “جنتهم منازلهم” كما يقال، بينما لا يزال آخرون يخرقون تلك الإجراءات بحجج وأعذار واهية غير آبهين بالتحذيرات والأبحاث التي تؤكد بأن التجمعات سواء كانت منزلية أو في الشوارع والأسواق تشكل خطوة أولى في انتقال العدوى وانتشار المرض.
بين القناعة بفكرة خليك بالبيت أو عدمها اختلفت آراء من التقينا من المواطنين ، والرأي الفيصل في ذلك يعود لأهل الاختصاص فالدكتور جلال شربا “المختص بالأمراض النفسية”، رأى بأن أهم النصائح العالمية كانت لعدم انتشار وباء كورونا السريع هو عدم الإختلاط من خلال منع التجمعات الكثيرة، وهذا هو الدافع الذي على أساسه اتخذت كثير من الحكومات قرار حظر التجوال والتجمعات في المطاعم أوالمدارس والجامعات التي يتواجد فيها عدد كبير من الناس ، وبالنظر لهذا السبب فإن الناس أثناء الحظر بدأت في مناطق كثيرة تتجمع كعائلات، وهذا التجمع سوف يكون له أثر سلبي كبير، خاصة إذا كان في أماكن مغلقة وعدم استخدام الكمامة أو الكفوف وهو سيلغي أهمية الحجر العام، أضف إلى ذلك أن هذه التجمعات ومشاركة البعض من الناس مناسبات بعضهم البعض ستشكل عاملاً كبيراً في نقل العدوى، لذلك من المهم جداً الانتباه والابتعاد عن التجمع في المنزل الواحد مع ضرورة نشر ثقافة الاكتفاء بالتهنئة أو التعزية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو رسالة عبر الهاتف الجوال وإيجاد البدائل للقيام بالزيارات العائلية ومراعاة وجود كبار في السن.
أماالدكتورة سمر علي ” علم اجتماع” جامعة دمشق، فاعتبرت أن هذه الزيارات تأتي من باب الإطمئنان حيناً ومن باب كسر “الجو الكوروني” في غالب الأحيان ، فالإنقطاع الكلي للعلاقات الإجتماعية غير ممكن لأن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه، وهو بحاجة للتواصل والتفاعل الإجتماعي ولاسيما في فترة الأزمات، لكن التباعد الإجتماعي والمكاني حالياً هو من أساسيات الوقاية والحماية من الإصابة بالمرض أو العدوى، وهنا يمكننا القول: لا مانع من بعض الزيارات العائلية في الحدود الدنيا إذا كانت ضمن نفس الحي أو البناء السكني، ولتكن عند الضرورة فقط، وليس من باب التسلية وتمضية الوقت، مع أخذ كامل احتياطات الوقاية من إرتداء القفازات والكمامة والتعقيم وتوخي الزيارات البعيدة واستبدالها بالإطمئنان عن طريق الهاتف أو مواقع التواصل الإجتماعي.
تشرين
إضافة تعليق جديد