قطاع الدواجن في مهب الريح..هل هناك من يدفع لاستيراد الفروج المجمد
أكثر من 80 % من منشآت الدواجن باتت خارج الخدمة، وخسائر القطاع فاقت الـ 200 مليار، هذا ما أكده النائب في مجلس الشعب السوري بسيم الناعمة بصفته مستثمر وخبير في هذا قطاع النتاج الزراعي والحيواني.
يتهم “الناعمة” في حديثه تجار الأعلاف من فئة “كبار المستوردين” بالتآمر على قطاع الدواجن وتدميره بشكل ممنهج، من خلال الاحتكار ورفع أسعار الأعلاف بصورة فاضحة، مبيناً أن مستودعات حفنة من “التجار” حسب وصفه، كانت تكفي الطلب المحلي لمدة تزيد عن السنة، لكنهم اختاروا أن يضاعفوا ثرواتهم على حساب إفلاس المربين!، ساعدهم في ذلك قرارات حكومية غير مدروسة من قبيل فرض 40 % مؤنة على المستوردين الجدد ورفع الرسوم الجمركية على المواد الاولية التي تدخل في الصناعات الغذائية من 1 % الى 17 %، ويضف: عندما عادت الحكومة عن قراراتها تلك، كان قطاع الدواجن قد دخل في مرحلة الاحتضار!، بينما تراخت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ضربهم في عقر مستودعاتهم.
يشير الناعمة إلى أنه دق ناقوس الخطر المحدق بقطاع تربية الدواجن في وقت مبكر من هذا العام، متنبئاً بارتفاع أسحار الفروج والبيض، على خلفية ارتفاع سعر طن العلف في نيسان الفائت إلى نحو 610 ل.س، ملقياً اللوم على الاجراءات الحكومية وتحديداً وزارة الزراعة، التي اتخذت وضعية المتفرج على انهيار أهم قطاعات الانتاج الحيواني.
ووصل سعر الفرج لغاية تاريخ كتابة هذه السطورإلى مستويات قياسية لم تشهدها السوق السورية، وكذلك البيض (كيلو الفروج 3500 ل.س ومثله صحن البيض)، وبحسب ما يرى”الناعمة” فإن أسعار الفروج مرشحة للارتفاع أكثر مع حلول عيد الأضحى، مشككاً في أن يكون لتحسن سعر صرف الليرة أي تأثيثر مباشر على منتجات الدواجن في الوقت القريب، فالانتاج وفق تأكيده في أدنى مستوى له ولا يغطي جزء بسيط من حاجة السوق المحلية، مبيناً أن هناك وفرة وهمية من مادتي (البيض والفروج) ناتجة عن ضعف الطلب المحلي لتراجع القوة الشرائية عند غالبية المواطنين.
يشير “الناعمة” إلى أن كلفة الانتاج لا زالت مرتفعة، ووصل سعر “الصوص” بعمر يوم واحد إلى 600 ليرة، بينما كان سعره طوال الأشهر الأولى من هذه السنة دون الـ 50 ليرة!، ذلك نتيجة خسائر فادحة تعرضت لها منشآت “أمات الدجاج”، ما دفع بأصحابها إلى ذبح “الأمات” وبيعها لحماً وإغلاق المنشآت!، المفارقة بحسب “الناعمة” أنه فترة انخافض سعر الصوص وارتفاع الأعلاف اضطر المربين إلى التخلص من “الصوص” لعدم قدرتهم عرى تربيته، كل ذلك حدث ولم يحرك أحد ساكناً!.
ويقدر الناعمة خسائر قطاع الدواجن بما يفوق 200 مليار ليرة سورية، ما أدى إلى فقدان ملايين فرص العمل في قطاع الانتاج الحيواني (يوفر قطاع الانتاج الحيواني وعماده تربية الدواجن نحو 4 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ما يمثل نسبة 20 % من السكان)، ذلك نتيجة الاغلاقات التي حدثت في منشآت الدواجن والمهن الأخرى التي تدخل في صناعة الدواجن، مقدراً نسبة المنشآت المغلقة بـ 80 % من العدد الكلي للمنشآت المرخصة وغير المرخصة!.
وشهدت أسعار أعلاف الدواجن ارتفاعات متلاحقة مع بداية العام الحالي، وفي نهاية شهر حزيران الفائت وصل سعر الطن الجاهز (65% حبوب ذرة صفراء وحوالي 25% كسبة فول صويا) إلى نحو مليون و200 ألف ليرة، ووضعت الحكومة سعر استرشادي للمادتين الرئيسيتين اللتين تدخلان في صناعته (الصويا 700 ألف والذرة الصفراء 400 ألف)، ويبين “الناعمة” أنه مع تراجع عدد المنتجات التي بقيت تعمل، تراجع الطلب، ما دفع بتجار العلف بالبيع بأقل من هذه التسعيرة، لكن ذلك لم يعد ينفع، ومن الصعب حالياً تعويض الخسائر وإعادة إقلاع المنشآت المغلقة من دون تدخل حكومي حقيقي يتمثل بتوفير قروض متوسطة الأجل (5 سنوات) لأصحاب المنشآت المرخصة ضمن معايير محددة بعيداً أي تعقيدات، مقترحاً حصر استيراد الاعلاف بجهات حكومية أو تحت إشرافها على أقل تقدير ما يؤمن استقرار الأسعار، واستبعاد المحتكرين والمستغلين عن الساحة.
يبدي الخبير والمستثمر في قطاع الدواجن تخوفه من أي توجه لاستيراد الفروج المجمد، واعتبر أن مثل هذا الاجراء سيوجه الضربة القاضية لقطاع عريض ورافد أساسي لتأمين مواد غذائية رئيسية تحقق الأمن الغذائي للمواطن، فضلاً عن أنه يوفر نحو 2 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
ومن الناحية التنظيمية يأمل “الناعمة” بإحداث نقابة تضم مربي الدواجن، تضم المنتجين الحقيقيين، وأصحاب الخبرات في هذا المجال، قادرة بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة على وضع برامج وخطط لتطوير القطاع ونزع كل ما يعيق هذه الصناعة من عقبات، والأخذ بيد المربين لضمان استمراريتهم وحمايتهم من جشع التجار والمحتكرين.
الإصلاحية
إضافة تعليق جديد