صناعة السجاد اليدوي من الانقراض إلى مصدر للرزق
لأكثر من 20 عاماً، تمتهن السيدة ختام باش بيوك صناعة السجاد اليدوي كمصدر رزق لإعالة أسرتها تمكّنت خلالها من إتقان هذه الحرفة وتحويل خيوط الصوف بكل دقة ورشاقة إلى قطع فنية تلفت الأنظار بجمالها وتناسق ألوانها.
وعبّرت باش بيوك عن سعادتها بإعادة تشغيل وحدة تصنيع السجاد اليدوي في الشبطلية من قبل جمعية راية الشهيد بعد انقطاع دام حوالي 5 أعوام لجأت خلالها إلى خياطة الفساتين وشكّها لمساعدة زوجها في الأعباء المادية التي يتكبدها لتأمين متطلبات العائلة، مشيرة إلى أن هذه الحرفة تتطلب البراعة والدقة والتركيز والكثير من الصبر وطول البال خلال مراحل العمل.
وأضافت لقد سارعت مع سيدات أخريات للاستفادة من الفرصة التي أتاحتها لنا الجمعية وممارسة المهنة التي نشأت على حبها وحماية هذه الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض ولاسيما بعد انتشار مصانع السجاد الآلي.
أوضحت باش بيوك أن المواد الأولية التي تدخل في العمل هي المواد القطنية وخيوط السدي الناعمة والغليظة والصوف أما الأدوات التي تستخدمها العاملات في وحدة التصنيع فهي المضرب والمشرط الأول لتنعيم الخيط والدق على العقد من حين لآخر وكبسها لضمان متانة السجادة وتماسك مكوناتها والثاني لقطع الزوائد لصناعة صورة طبق الأصل من لوحة أمام أعينهم وبإشراف مدربة متمرسة في هذا المجال لتلافي أية أخطاء والحفاظ على جودة المنتج. أما عن الوقت الذي تستغرقه صناعة السجادة الواحدة، بيّنت باش بيّوك أن هناك عوامل عديدة تلعب دوراً في تحديد المدة وهي الحجم والرسمة والألوان إضافة إلى السرعة والمهارة لكنها لا تقل عن شهرين
بدورها قالت السيدة رحاب ناصر أن الهدف من إعادة تشغيل وحدة التصنيع هو توفير فرص عمل للسيدات وتدريبهن وتمكينهن اقتصادياً إلى جانب الحفاظ على هذه الصناعة العريقة التي تعد من المهن التراثية القديمة المتجددة من خطر الاندثار، فهي قديمة بنقوشها وخيوطها وجديدة بطرازها ونماذجها العصرية وتداخل ألوانها وتمازجها وخيوطها التركيبية وفنونها.
وأبدت ناصر إعجابها بالسيدات اللواتي قررن التدرب على هذه الحرفة الشاقة، مشيرة إلى أنهن يجسّدن مثالاً مشرفاً عن المرأة السورية بإرادتها القوية وتمسكها بالحياة وإصرارها على الخوض في جميع مجالات الحياة.
سانا
إضافة تعليق جديد