طلاب من جامعة البعث يبتكرون مبيداً حيوياً يقضي على آفة تصيب محصول البندورة المحمية
تقدير فعالية بعض الطرق والأساليب الحديثة في مكافحة “نيماتودا تعقد الجذور” في البيوت المحمية هو المشروع الذي فاز من خلاله حديثاً الطلاب يزن محمد وعلي عبد الله وشمعون سلمون من كلية الهندسة الزراعية بجامعة البعث بدعم مشروع قفزة للطلبة الجامعيين الذي تقيمه الجامعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حيث أكد الطالب يزن في حديثه لـ سانا الشبابية أن فكرة المشروع انطلقت من ضرورة إيجاد مبيد زراعي طبيعي لآفة النيماتودا التي تسبب أضراراً كبيرة بأغلب المحاصيل الزراعية.
وأضاف حاولت الإسهام في إيجاد منتج محلي طبيعي دون إضافات كيميائية وبنفس فعالية المبيدات الكيميائية المستوردة حيث يكون منتجاً صديقاً للبيئة وأقل تكلفة على المزارع وخاصة أننا نعاني من هذه الآفة في البيوت البلاستيكية على امتداد الساحل السوري ومع عدم وجود مبيدات محلية سورية مختصة بالنيماتودا يضطر المزارع لاستخدام مبيد أجنبي مستورد وبتكلفة عالية.
وأوضح يزن أنه تم استخدام نوعين من النباتات في تركيب المبيد وهما الدفلة والأصطرك أو ما يسمى الحوز وتمت تجربة نموذج أولي لتطبيق المبيد على بيت بلاستيكي مزروع بالبندورة ضمن تجربة علمية حقلية راعت القواعد والأسس المتبعة وجاءت النتائج مبشرة للغاية.
ولفت إلى أن ميزات المبيد المنتج تتمثل في كونه منتجاً محلياً وطبيعياً مئة بالمئة ويتسم بتكلفة أقل بكثير من المبيدات المستوردة وفعالية أكبر مثبتة خلال عدة تجارب إلى جانب سلامته على البيئة والإنسان كونه مصنوعاً من مواد طبيعية تحقق استدامة في الاستخدام دون أن تقل الفعالية أو يتغير تركيبها.
الدكتورة ريم يوسف المشرفة على المشروع أشارت إلى أنه تم اختيار فكرة المشروع بعد إجراء استقصاء لأهم المشاكل والصعوبات التي تعاني منها الزراعة في سورية حيث تعد البندورة من أهم محاصيل الخضار وعماد الزراعة المحمية في الساحل السوري إذ يبلغ عدد البيوت المحمية المزروعة بالبندورة في سورية 75172 بيتاً بمساحة 3007 هكتارات وإنتاجية 451032 طناً وتشكل مصدر دخل للكثير من الأسر السورية كما أنها منتج مهم للسوق المحلية وللتصدير.
وأشارت إلى أن زراعة البندورة تعاني من عدة مشاكل أهمها “نيماتودا تعقد الجذور” والتي زاد انتشارها وأضرارها على البندورة في الآونة الأخيرة في الزراعتين المفتوحة والمحمية وسببت خسائر كبيرة في المحصول لدرجة أن الكثير من علماء أمراض النبات يعدونها أحد أخطر خمسة مسببات مرضية اقتصادية في العالم ويمكن أن تسبب خسائر في محصول البندورة قد تصل إلى 85 بالمئة.
وتابعت تم في هذا المشروع مقارنة تأثير بعض المستخلصات النباتية مع المبيد الحيوي الفطري تريكوديرما ومبيد كيميائي متخصص في “نيماتودا تعقد الجذور” وبينت النتائج عدم وجود فروق معنوية بين المعاملات المختلفة التي تم اختبارها موضحة أن الأهمية التطبيقية للمشروع تأتي من استخدام مستخلصات لنباتات متوافرة في بيئتنا المحلية “الدفلة والأصطرك” ذات التكلفة المادية المنخفضة لإنتاج وتطبيق هذه المستخلصات.
بدوره الدكتور حسن خليل المشرف أيضاً على المشروع قال يمكن اعتبار فكرة المشروع نواة للبدء بإنتاج هذه المستخلصات التي يمكن أن تكون بديلاً محلياً عن المبيدات الكيميائية المستوردة التي أصبح استخدامها محدوداً بسبب التكلفة المادية المرتفعة إضافة إلى كونها أكثر أماناً للإنسان والبيئة.
ونوه بأهمية مشروع قفزة في دعم مشاريع التخرج لتكون قابلة للتطبيق في سوق العمل وذلك من خلال تدريب الطلاب المقبلين على التخرج وتمكين أصحابها ليكونوا قادرين على تسويق أفكارهم بما يدعم ابتكاراتهم العلمية الخلاقة.
إضافة تعليق جديد