اتهامات اسرائيلية لأولمرت بالاخفاق الذريع في حربه على لبنان
وجهت لجنة اسرائيلية مكلفة بالتحقيق في حرب لبنان انتقادات حادة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في تقرير مؤقت صدر يوم الاثنين وألقى بظلال من الشك على مستقبل أولمرت السياسي الذي قال انه لن يستقيل لكنه سيعمل على تصحيح الاخطاء.
وأفادت اللجنة التي عينتها الحكومة في تقريرها ان أولمرت "اتخذ قراره في عجالة" بشن حملة جوية وبحرية وبرية في يوليو تموز على مقاتلي حزب الله. واتهمته اللجنة "بالاخفاق الذريع في التقدير وتحمل المسؤولية والتعقل."
وقالت لجنة فينوجراد المؤلفة من خمسة أعضاء عن الصراع الذي بات الكثير من الاسرائيليين يعتبرونه خطأ ان أهداف أولمرت المعلنة للحرب وهي تحرير الجنديين اللذين أسرهما حزب الله وسحق الجماعة الشيعية كانت "مبالغة في الطموح ومستحيلة التحقيق".
ونقل التلفزيون الاسرائيلي عن أولمرت قوله لحزبه كديما بعد صدور التقرير "لا أعتزم الاستقالة." وأفاد استطلاع فوري للاراء أجراه راديو اسرائيل أن 69 في المئة من الرأي العام يعتقد أنه يتعين على أولمرت الاستقالة.
ووجه التقرير الذي يقع في 232 صفحة أيضا انتقادات حادة لوزير الدفاع عمير بيريتس الذي لا يحمل رتبة عسكرية شأنه شأنه أولمرت. وكانت هناك ايضا انتقادات لدان حلوتس الذي كان رئيسا للاركان قبل ان يستقيل.
وأطلق حزب الله اللبناني أربعة الاف صاروخ على اسرائيل خلال الحرب مما أجبر مليون من السكان الى الاحتماء بالمخابيء في ضربة لاقوى جيش في الشرق الاوسط. وأرسلت اسرائيل طائرات حربية لقصف أحياء بيروت الجنوبية حيث معاقل حزب الله.
وقتل 158 اسرائيليا بينهم 117 جنديا و41 مدنيا و1200 شخص في لبنان .
ويبدو من المرجح أن يثير التقرير الذي حمل أولمرت "المسؤولية الشاملة الكبرى" عن قرارات الحكومة وعمليات الجيش مشاعر الرأي العام ضده. وكان اولمرت قد وصف نفسه في مقابلة مع مجلة فرنسية بانه "لا يمكن تدميره".
وقال أولمرت في تصريحات بثتها وسائل الاعلام عندما تلقى نسخة من التقرير "حتما سندرس تقريركم...وسنضمن أن يتم تصحيح الصعوبات والاخطاء التي أشرتم اليها في أي مخطط لتهديد اسرائيل في المستقبل."
وانخفضت معدلات التأييد لاولمرت الى أقل من عشرة بالمئة في استطلاعات الرأي بعد الحرب التي لم تحسم نتائجها وبعدما لم تحقق محادثات رعتها الولايات المتحدة بين أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس نتائج ملموسة.
وكان أولمرت قد قال ان الحرب التي استمرت 34 يوما أدت الى تحسن أمن اسرائيل لانها أقصت جماعة حزب الله المدعومة من ايران وسوريا عن معاقلها في الحدود وعززت قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان.
وقال مسؤول في حزب الله ان التقرير يؤكد "النصر المبين" الذي حققته الجماعة بينما قالت قناة التلفزيون الناطقة بلسان الجماعة الشيعية "لقد وضع رأسا أولمرت وبيريتس على المقصلة ولم يبق الا ان يسقط رأساهما."
ومن المقرر تنظيم مظاهرة تدعو الى استقالة أولمرت وحكومته يوم الخميس في تل ابيب. وينظم المظاهرة جنرال سابق وجنود احتياط شاركوا في الحرب وأسر جنود قتلوا في الصراع.
ولكن المحللين السياسيين الاسرائيليين منقسمون بشأن ما اذا كانت مثل هذه المظاهرات ستكتسب دفعة في بلد يشهد سنوات من فضائح الفساد في الطبقة العليا. وهو ما دفع الكثيرين للاعتقاد بانه لا يوجد زعماء كبار ينتظرون كي يتولوا مقاليد الامور.
ولم تستبعد اللجنة أن تدعو أولمرت أو بيريتس للاستقالة في تقرير نهائي من المقرر أن يصدر خلال أشهر قليلة.
وقال التقرير " في بعض الاحيان لا يوجد سبيل لاجراء التصحيح الملائم دون عزل من شغلوا مناصب مهمة خلال الاحداث التي يتم التحقيق فيها."
وامتنع المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو عن التعليق على ما توصل اليه التقرير ولكنه قال ان الرئيس جورج بوش يعمل عن كثب مع أولمرت ويعتبره "مهما في العمل من أجل تنفيذ حل الدولتين" في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ووصف صائب عريقات وهو مساعد كبير لعباس التحقيق بأنه مسألة اسرائيلية داخلية.
وأشارت اللجنة الى افتقار أولمرت للخبرة العسكرية وقالت ان رئيس الوزراء خاض الحرب دون مشاورة الخبراء خارج القوات المسلحة الاسرائيلية.
ومن المقرر أن يصدر التقرير الكامل للجنة المؤلفة من اثنين من المحلفين وجنرالين سابقين وخبير في السياسة العامة خلال شهرين.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد