الجمرة الخبيثة (الأنثراكس) والإرهاب البيولوجي
هل سبق وأن فكرت قبل أن تفتح رسالة أو طردا أنه قد يحتوي على مرض خطير ينتقل إليك بمجرد استنشاقه؟
مرض الأنثراكس أو ما يعرف بالجمرة الخبيثة، لأنه يسبب حروقا جلدية تشبه الفحم أو الجمر، تسببه بكتيريا (Bacillus anthracis)، وهي بكتيريا مقاومة جدا وتستطيع البقاء حية في حالة سبات في أصعب الظروف ولعشرات السنين.
تعيش بكتيريا (Bacillus anthracis) في التراب وتصيب غالبا الحيوانات الأليفة والمزارعين الذين يتعاملون باستمرار مع المنتجات الحيوانية.
تصيب هذه البكتيريا الجروح أو الإصابات الجلدية المفتوحة والرئة والجهاز الهضمي.
النوع الأكثر شيوعا هو الأنثراكس الجلدي ينتج عن طريق تعرض الجلد المفتوح للبكتيريا المسببة، ويعتبر الأقل خطورة ومن السهل معالجته بالمضادات الحيوية.
بينما تعتبر الإصابات الرئوية عن طريق استنشاق الأبواغ البكتيرية هي الأكثر خطورة وتؤدي إلى تعطيل الجهاز التنفسي والوفاة لدى غالبية المصابين (نسبة الوفاة قد تصل إلى 92 بالمئة لدى هذه الفئة إذا لم يتم الكشف المبكر عن الإصابة).
يعد النوع الثالث والذي يصيب الجهاز الهضمي عن طريق تناول لحوم تحتوي على الجسم المسبب للمرض هو الأكثر ندرة وتتراوح نسبة الوفيات لدى هذه الفئة من 20 إلى 60 بالمئة.
يمكن إنتاج الجمرة الخبيثة بسهولة في المختبرات العلمية وهي مقاومة بشكل لا يصدق، حيث بإمكانها البقاء حية لعشرات السنين قبل أن تدخل إلى مضيف حي حيث يتم تنشيطها.
وهذا ما يجعلها سلاحا بيولوجيا في مدى الخطورة. تم استخدام الجمرة الخبيثة في الإرهاب البيولوجي والصراعات منذ الحرب العالمية الأولى من طرف الإسكندنافيين ضد الجيش الإمبراطوري الروسي.
كما استخدمها البريطانيون في الحرب العالمية الثانية لإضعاف الجيش الألماني.
في 1993، نشرت طائفة دينية في اليابان الجمرة الخبيثة ضد المدنيين في طوكيو، لكن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات أو وفيات. وفي 2001، تم إرسال رسائل تحتوي على الأبواغ البكتيرية المسببة للجمرة الخبيثة إلى العديد من مكاتب وسائل الإعلام الإخبارية وعضوين في مجلس الشيوخ الأمريكي، مما أسفر عن وفاة خمسة أشخاص وإصابة 17 آخرين.
وقد أكدت التحقيقات الأمنية والعلمية فيما بعد أن نوع البكتيريا الذي وجد في الرسائل يختلف عن النوع المتواجد في الطبيعة وأنه وليد المختبرات العلمية.
وإلى يومنا هذا يبقى الإرهاب البيولوجي والاستخدام السيء للعلم كابوسا يؤرق الحياة البشرية بقدر ما تفعل الأنواع الأخرى من الإرهاب.
الباحثون الجزائريون
إضافة تعليق جديد