الأسعار طايرة والتصريحات الحكومية مُكرّرة والمواطن ضحية
لا يزال ارتفاع الأسعار في سوريا سيد المشهد الذي يؤرق كل السوريين، حيث تشهد الأسعار ارتفاعا يوميا ومتواصل لأسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، مع اقتراب شهر رمضان.
وفي مقابل ذلك، يرى الباحث الاقتصادي الدكتور شفيق عربش أن تصريحات التي تتحدث عن ارتفاع الأسعار وعن الحلول والإجراءات التي يجب أن تتبعها للحد من فلتان الأسواق ليست بالواقع إلا تصريحات "جوفاء" لا تؤثر على شيء.
وقال عربش أن الوضع الاقتصادي وحال الأسواق والكهرباء والنفط وغيرها يؤكد أن الحكومة غائبة وأنها لا تأخذ أي إجراء رادع للأسعار بل على العكس هناك بعض الإجراءات تقوم بها تسهم في رفع الأسعار.
عربش وصف خطاب الحكومة بالمكرر الذي "لا يقدم ولا يؤخر" بالتصريحات نفسها وبالعبارات نفسها التي تؤكد فيها أن أولويات عملها مصلحة المواطن وهناك ضبوط ومخالفات وغيرها من العبارات ومع ذلك يبقى الواقع أن "الأسعار طايرة مثل النار"
وفي حين أن معظم المحلات لا تعلن عن أسعارالمواد الموجودة على رفوفها، تساءل عربش أين الحكومة من هذا الوضع وهي تقول بتكرار إنها تريد تطبيق المرسوم /8/ الخاص بحماية المستهلك على أرض الواقع إلا أنه لم يطبق شيء وما طبق من المرسوم /8/ أدى إلى المزيد من الفساد!
عربش أكد أن الإجراءات الإدارية المدروسة وغير المدروسة لا تستطيع أن توقف القوانين الاقتصادية وأن تأخذ مفعولها، وأضاف: النقطة الأهم أنه لا نستطيع أن نعالج مشكلة مستقبلية بعقلية الماضي وهذا ما يحدث لنا اليوم..مازلنا نعيش بالأوهام ونعمل وكأننا في نهاية التسعينيات.
عربش رأى أن الحكومة وأداءها"ركيك ويفتقر إلى الكفاءات"، قائلاً: نحن بحاجة إلى حكومة قادرة على اتخاذ قرارات جريئة والابتعاد عن تقاذف المسؤولية..مؤكداً عندما كان مطلوباً من الحكومة أن تشرح "صمتت" وعندما كان من المفروض أن تصمت خلقت تصريحاتها أزمات، فهي من دفعت بالمواطن لشراء كميات من المواد الغذائية زيادة عن حاجته بفعل بعض التصريحات التي بررت ارتفاع الأسعار.
وتساءل عربش كيف نكون مستعدين لاستيراد القمح مثلاً بالأسعار العالمية إضافة لتأمينه بطرق مختلفة عبر وكلاء لهم عمولتهم، ما يعني أن سعر طن القمح يصل إلى حد 350 دولاراً تقريباً على حين لا تستطيع أن تقدم للفلاح أسعاراً ودعماً موازياً لمحصول القمح.
وأشار عربش إلى أن تداعيات الأزمة الأوكرانية أسهمت بالفعل في ارتفاع أسعار النفط والغاز، فضلاً عن أن روسيا وأوكرانيا تصدران أكثر من ثلث الحبوب المصدرة إلى العالم، وهذا له تأثير على جميع دول العالم وقد تختلف درجة التأثير من دولة لأخرى.
ورأى عربش أن الآثار الحقيقية لأزمة أوكرانيا والحرب لم تظهر حتى الآن، ومنظمة الفاو حذرت من أزمة مجاعة عالمية مشيراً إلى أنه على الحكومة أن تقوم باتخاذ إجراءاتها كدولة وبسرية كاملة، طالباً من الوزراء أن يصمتوا ويكفوا عن التصريحات لأن المواطن اليوم يعي كل شيء من وسائل التواصل الاجتماعي، ومعتبراً أن تصريحات ضبط سعر الصرف وغيرها لم تجد نفعاً في تخفيض الأسعار.
وشهد العام الحالي، وخاصة بعد إلغاء الدعم في مطلع شباط/فبراير الماضي، ازديادا جنونيا في أسعار المواد، ترافق مع فقدان بعضها بشكل جزئي أو كامل من السوق، كمادة الزيت.
وشمل ارتفاع الأسعار، معظم المواد الأساسية، كالسكر والخضار والفواكه، والحبوب، وسط تدهور اقتصادي كبير لدى المواطنين.
الوطن
إضافة تعليق جديد