الدراجة والطرطيرة..هوية جديدة لوسائل النقل في سوريا
في مناحي الحياة الأساسية في سوريا، بات على المواطن إيجاد بدائل، لأن التحدّيات كبيرة، والأزمات كبيرة، ومع ارتفاع أسعار المحروقات، وقلة المواصلات العامة يتّجه اللبنانيّون إلى بدائل نقل ليتمكّنوا أقلّه من الوصول إلى وظائفهم بأقلّ تكلفة.
وقد برزت في الآونة الأخيرة مظاهر مختلفة ومتعدّدة لدرّاجات ذات أشكال متنوّعة، منها ما يعمل بالبنزين، والآخر بالكهرباء، ومنها ما يُدفع بالجهد العضليّ للإنسان، إلا أن المشترك بينها هو الفرديّة في معظم الأحيان، وصغر الحجم، مع قلّة المصروف والمساحة اللازمة لإيداعها.
الدرّاجة النارية الثلاثية العجلات، التي تُعرف محلياً باسم «الطرطيرة»، أو «الطريزينة»، عادت بقوة إلى الحياة المجتمعية والاقتصادية لتغدو بديلاً من الآليات الأخرى لأسباب عدة، ولا سيما أن استخدامها في أغراض النقل والتجارة أكثر سهولة، قياساً بسوء الطرقات وصعوبة تأمين المحروقات.
وفي الفترة الماضية ظهرت بكثرة استخدام “الطرطيرة” في ريف محافظة ديرالزور، بحيث يعتمد المزارع والفلاح عليها في نقل المحاصيل باتجاه الأسواق، إضافة إلى الاستخدامات الأخرى، نتيجة ارتفاع أجور النقل والمواصلات عموما، مقارنة مع أجورها المنخفضة.
وفي السياق ذاته، يقول سعيد وهو صاحب “طرطيرة” يعمل عليها “هذه الآلية تساعدني في عملية التنقل أنا وأسرتي، إضافة إلى تأمين وارد مادي يساعدني في هذه الحياة، وهي وسيلة خفيفة سهلة الاستخدام، وليست جديدة على أبناء دير الزور، ومعروفة منذ فترة طويلة، ولكنها عادت بقوة نتيجة ارتفاع أسعار النقل بين الأحياء، لذلك يلجأ إليها الأهالي كونها توفر عليهم الكثير من الأعباء المادية”.
أما إبراهيم وهو صاحب “طرطيرة” أخرى يقول: “أنا من حي الجورة في ديرالزور، وهذه الآلية تؤمن لي معيشتي من خلال العمل اليومي في النقل والتنقل”. ولهذه الآليات ورش صيانة وإصلاح في مدينة وريف ديرالزور، وقطعها متوفرة كونها قريبة من الدراجات النارية.
رفعت "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك"، أمس الثلاثاء، سعر كل من البنزين "الحر" والمازوت الصناعي والتجاري، في حين أبقت على سعر البنزين والمازوت "المدعوم" على حاله.
ونشرت الوزارة بياناً حددت فيه سعر مادة البنزين أوكتان 90 بـ 3500 ليرة لليتر الواحد بدلاً من 2500 ليرة سورية، والبنزين أوكتان 95 بـ 4000 ليرة بدلاً من 3000 ليرة.
بدوره أشار مدير التشغيل والصيانة في “شركة محروقات”، عيسى عيسى، خلال حديثه لصحيفة “البعث” المحلية، الأحد الفائت، إلى وجود عجز كبير في خزينة الدولة، نتيجة ارتفاع تكاليف إنتاج واستيراد المشتقات النفطية، مضيفا أن ارتفاع أسعار النفط إلى حوالي 112 دولارا للبرميل الواحد كان له تأثير على سوريا وكذلك على باقي دول العالم.
وأشار عيسى، إلى أن تكاليف تأمين المشتقات النفطية في سوريا ارتفعت، لأن ناقلي الوقود طلبوا زيادة تصل إلى 20 بالمئة من سعر المواد، وذلك بسبب المخاطرة الكبيرة التي تتحملها تلك ناقلات النفط التي تورد المادة لسوريا، معتبرا أن النفط تحول من داعم للخزينة العامة إلى مستنزف لها.
ونتيجة لارتفاع تسعيرة “التكاسي” وغياب وسائل النقل العام، اتجه البعض وخاصة طلاب الجامعات إلى ركوب “الدراجات النارية” كحل بديل.
أواخر الشهر الفائت، نشرت صحيفة “الوطن” المحلية، تقريرا قالت فيه نقلا عن مواطنين أن “غالبية سائقي وأصحاب سيارات التكاسي يستغلون أزمة النقل نتيجة شحّ المازوت المخصص للسرافيس منذ منتصف الشهر الفائت، وقلة عدد السرافيس العاملة بالنقل الداخلي بحماة، بفرض أجرة زائدة للطلبات بالمدينة مهما كانت المسافة قصيرة”.
وأوضح بعض المواطنين للصحيفة المحلية، وقتذاك، أنهم يكونون عرضة للابتزاز من السائقين الذين يطلبون أجرة مضاعفة، بحجة أنهم يشترون البنزين الحر من السوق السوداء، وبسعر 6000 ليرة سورية لليتر الواحد.
المشهد
إضافة تعليق جديد