هل تبكي التماسيح حقا… ؟ ما سر هذه المقولة؟
“دموع التماسيح” عبارة نطلقها على كلّ شخص نعتقد أنه منافق، مخادع ونشك في مصداقيّة انفعالاته حول موضوع معيّن… فما حقيقة هذه العبارة وهل تبكي التماسيح فعلًا؟
كشفت شبكة “ناشيونال جيوغرافيك” أنّ التماسيح تبكي فعلًا وهي تأكل فريستها.
وفي التفاصيل، درس الباحث في جامعة فلوريدا كانت فلييت تصرفات سبعة تماسيح موزعة على نوعين مختلفين، وراقبتها أثناء تناولها الطعام في حديقة سان أوغسطين، فلاحظ أن خمسة منها تذرف دموعاً غزيرة أثناء الوجبات.
وبالنسبة إلى الباحثين هذه الدموع بحاجة إلى دراسات معمّقة.
لكنّ رجّح أن يكون سبب الدموع فيزيولوجيًّا وليس عاطفيًّا إذ ممكن أن تكون مرتبطة بالتشنج، النفخ، الهسهسة والأصوات التي تفعلها التماسيح أثناء الأكل.
وتعدّ التماسيح جزءاً هامًّا من الحضارة المصرية الفرعونية القديمة، إذ كان رمزًا للخير والشر معًا. فصورته متناقضة عند المصريين القدماء ما بين التقديس والكراهية والتدنيس إذ كان رمزا للإله سوبك الذى يمثل فى الحقبة “مفتاح الحياة” رمز الحياة، لكنه أيضا كان رمز للشيطان عند البعض الآخر.
وفي هذه الثقافة ولدت العبارة المعروفة حاليا والتي تعنى البكاء المزيف من أجل الحصول على التعاطف الكاذب وهي عبارة “دموع التماسيح”.
تظهر كتابات المؤرخ اليوناني القديم بلوتارخ أن هذا المفهوم استمر عبر القرون ، حتى العصور الوسطى ، حتى في البلدان التي لم تظهر فيها التماسيح حيث شوهدت العبارة في المنشور الإنجليزي في القرن الرابع عشر، ورحلات السير جون ماندفيل – حول مغامرات أحد الفرسان حول العالم – كما تم ذكرها في كتاب ويليام شكسبير الكنسي.
وفى العصر الحالى يُعرف الآن ما يكفي عن تشريح التماسيح لنعلم أنها لا تصرخ من العاطفة أو باعتبارها تنصب فخًا شريرًا ، لكن تبكى لتبقى على قيد الحياة حال شدة الجوع، وهو ما لا يمكن ضمانه لأي شخص يقترب كثيرًا من التمساح الجائع.
ورغم أن معظم الدراسات العلميّة حتّى الآن ترجّح أن سبب بكاء التماسيح ليس عاطفيًّا وليس مرتبطًا بالعاطفة أو الكذب والادعا لكن تعبير “دموع التماسيح” كان قويا بما يكفي ليعيش آلاف السنين وحتى يومنا هذا.
ناشيونال جيوغرافيك
إضافة تعليق جديد