رفاهية السوريين مع القهوة انتهت والضيف بات ثقيلاً
العنصر الذي كان يحسن مزاج السوريين سيصبح من الكماليات في وقت يسود فيه الإحباط والاكتئاب في بلاد قد يُحرم المواطن فيها من ربع ساعة في اليوم كانت كفيلة بتحسين مزاجه وتجديد طاقته.
وككل المواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية التي يطالها ارتفاع الأسعار، ارتفعت أسعار القهوة خلال الفترة الماضية لدرجة غير مسبوقة، حتى باتت مشروبا كماليا لدى السوريين، بعد أن كانت مشروبا يميز جلساتهم.
بات بيع القهوة بالغلوة في سوريا أمرا دارجاً، فالبعض يطلب ملعقة واحدة وآخرين يشترون ملعقتين، وبات من المألوف شراء مقدار ملعقة أو 3 ملاعق، حيث إن كيلو القهوة يقسم على نحو 20 زبون غالبية الأحيان، نقلا عن أصحاب محال تجارية بحسب موقع "سناك سوري" .
من جهة ثانية، أفاد مواطنون ، أن للرواق ثمن باهظ هذه الأيام بعد تجاوز كيلو القهوة متوسط النوعية الـ34 ألف ليرة، وهو مبلغ لا يمكنهم من شرائه كما في السابق، حيث كانوا يشترون ما مقداره نصف كيلو ويعيدون الكرة كلما نفذ، بينما لا يشترون اليوم إلا كميات قليلة تكفي لفنجان الصباح.
أما الموظفون، فنقل الموقع عن عدد من الموظفين، أن كل مجموعة منهم من أربعة أشخاص يتشاركون بمبلغ 500 ليرة يوميا، لشراء كمية قهوة تكفي لإعداد 4 فناجين قهوة، وعند غياب أحد منهم يتم اختصار الكمية.
وفي سنة وصفت بالنموذجية، حققت أسهم القهوة أرباحا كبيرة قاربت 80 بالمئة وهي الأعلى منذ عشر سنوات. حيث كانت مبيعات الربع الأول عالية، وأظهرت مبيعات الربع الثاني والثالث بعض المكاسب. في حين ارتفعت المبيعات في الربع الأخير من عام 2021 حيث عزز الطقس البارد استهلاك المشروبات الساخنة.
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار القهوة بجميع أنواعها بمعدل غير مسبوق في السوق السورية، حيث سجلت بعض "الماركات الشهيرة" معدلات باهظة. حيث وصل سعر البن الإكسترا إلى حوالي 38 ألف ليرة سورية، فيما تراوحت أسعار البن هال وسط بين 25 ألف و 30 ألف ليرة، والقهوة بدون الهيل 20 ألف ليرة.
وعزا عضو غرفة صناعة دمشق، طلال قلعجي، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، القفزة في تكاليف القهوة إلى “زيادات الأسعار العالمية التي انعكست في الأسعار المحلية”، قائلا إن "سعر الطن اليوم 4500 دولار، بزيادة 150 بالمئة".
b2b
إضافة تعليق جديد