فتح الطرقات.. مبادرة جديدة للحوثيين واستياء حكومي من المبعوث الأممي
في وقت توشك فيه فترة التمديد الثانية من الهدنة اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة على الانتهاء، لا يزال البند المتعلق بشأن فتح الطرقات والمعابر بمدينة تعز والمحافظات الأخرى، يراوح مكانه في نقطة الصفر، دون تحقيق اختراق يذكر.
وأعلنت مليشيات الحوثيين، مساء الأربعاء، عن ”مبادرة“ أحادية جديدة لها، تنص على فتح ”طريق الخمسين – الستين“ في مدينة تعز، مركز محافظة تعز، التي تتقاسم السيطرة عليها مع القوات الحكومية.
جاء ذلك بعد نحو شهر على مبادرة أحادية أخرى، كانت قد أعلنتها المليشيات لفتح طرقات أخرى غير التي يتم التفاوض بشأنها مع الحكومة اليمنية، برعاية الأمم المتحدة، ولم يتم التوافق بشأنها.
وطبقا لما نشرته النسخة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من وكالة الأنباء اليمنية ”سبأ“، مساء الأربعاء، قال ما يسمى بـ“المجلس السياسي الأعلى“ التابع للحوثيين، إن فتح طريق الخمسين – الستين في تعز، جاء ”بعد التشاور مع اللجنة العسكرية الوطنية التي تبذل جهوداً كبيرة لفتح الطرقات في محافظة تعز، وعدد من المحافظات“ الأخرى.
وحمّلت مليشيات الحوثيين، الحكومة اليمنية وقواتها العسكرية، مسؤولية ما وصفته ”عرقلة فتح الطريق“، ومسؤولية ”أي اعتداء على المسافرين“ عبر الطريق.
وتأتي هذه ”المبادرة“ الجديدة، بعد بضع ساعات فقط، على خبر آخر نشرته النسخة الخاضعة لسيطرة الحوثيين من وكالة ”سبأ“، لاجتماع ”المجلس السياسي الأعلى“ التابع للمليشيات، قالت فيه إن الوفد الممثل للحكومة الشرعية يطرح ”قضايا لا يمكن الانتقال إليها إلا بعد التدرج في فتح عدد من الطرق وتأمينها“.
وأكد ”المجلس السياسي الأعلى“ التابع للحوثيين، أن فتح طريق الحوبان بتعز ”يستوجب إخلاء مدينة تعز“ من قوات الحكومة اليمنية.
واتهم المجلس، الحكومة اليمنية ”بعدم الالتزام بتنفيذ جميع بنود الهدنة“. معتبرا ذلك ”مؤشرا سلبيا لا يشجع على استمرار النقاش لبحث أي تجديد للهدنة“.
من جهته، كشف رئيس الوفد الممثل عن الحكومة اليمنية في المفاوضات المتعلقة بشأن الطرقات والمعابر في تعز والمحافظات الأخرى، عبدالكريم شيبان، أن ”الفريق الحكومي في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، لم يتلق دعوة لحضور الجولة الثالثة من اجتماعات عمّان الأردنية، بعكس فريق الحوثيين“.
وأشار شيبان، في خطاب موجه إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، نقلته وسائل الإعلام اليمنية الأربعاء، إلى مقترح أخير قدمه المبعوث الأممي يوم الأحد الماضي، ”لم يرد فيه فتح الطريق الرئيسي الذي ورد بمقترحكم السابق والذي تعاطينا معه بإيجابية“.
وأكد أن البند الرابع من الهدنة اليمنية المتعلق بفتح طريق تعز وبقية المحافظات، ”يتم التلاعب به، وأصبح العالم يعرف أن الحوثيين يلعبون على عامل الوقت واستهلاكه“، في حين أن كل بنود الهدنة الأخرى ”يتم تنفيذها من فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة (الخاضعين للحوثيين) لدخول سفن المشتقات النفطية“.
وقال خطاب رئيس الوفد الحكومي الموجه للمبعوث الأممي، أنه من ”المعلوم أن التفاوض بين طرفين، فمن غير المنصف أن يتم أخذ مقترحات طرف بشكل كامل وترك مقترحات الطرف الآخر“.
وكان معبوث الأمم المتحدة، قد قدم اقتراحا خلال الجولة الثانية من المفاوضات اليمنية التي شهدها الأردن، أواخر أيار/ مايو الماضي، بعد وصول الاجتماعات بين الأطراف اليمنية إلى طريق مسدود، ينص على فتح خمسة طرقات في محافظة تعز وبعض المحافظات ضمنها طريق رئيسي.
لكن المفاوضات توقفت وسط اتهامات لوفد الحوثيين، بالتعنت والتذرع بعدم مقدرتهم على اتخاذ القرار فيما يتعلق بمقترحات غروندبرغ، وهو ما استدعاه إلى التوجه إلى صنعاء لعرضها على قيادة المليشيات الحوثية.
وفجر يوم الأربعاء، أعلن غروندوبرغ، عن اتفاق ممثلي الأطراف اليمنية، في لجنة التنسيق العسكرية، على ”تثبيت الهدنة الحالية، وإنشاء غرفة مشتركة، لخفض التصعيد، على المستوى العملياتي“.
وقال مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، إن ”ضباط الارتباط الممثلون للأطراف في لجنة التنسيق العسكري، يوافقون على تثبيت الهدنة الحالية، من خلال تجديد التزامهم بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية، داخل اليمن وخارجه، وتجميد الأنشطة العسكرية في الميدان، في إطار الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك“.
وكالات
إضافة تعليق جديد