ردود فعل متباينة تجاه مبادرة سيف الإسلام القذافي
توالت يوم الأربعاء في ليبيا، ردود الفعل إزاء مبادرة نجل العقيد الراحل والمرشح للانتخابات الرئاسية سيف الإسلام القذافي، لحل الأزمة الليبية.
وتقدم سيف الإسلام القذافي، المرشح للانتخابات الرئاسية الليبية يوم الثلاثاء، بمبادرة ترمي إلى كسر الجمود حول الانتخابات المتعثرة منذ أشهر، وذلك في وقت تشهد فيه البلاد أزمة حادة تصاعدت أكثر مع تفجر احتجاجات شعبية في الأيام الأخيرة.
وقال نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، إنه يقترح انسحاب جميع الأشخاص الذين يدور حولهم الجدل بمن فيهم هو، من السباق الانتخابي.
ورحب عضو مجلس النواب صالح فحيمة بهذه المبادرة معتبرا أنها ”قامت على التشخيص الدقيق وتحديد سبب المشكلة ومن ثم أعطت وصفة علاجية ناجعه و مؤكدة للحل“.
لكن فحيمة تابع في تدوينة عبر صفحته بموقع ”فيسبوك“، أن ”مبادرة سيف الإسلام ككل المبادرات السابقة لم تحدد أدوات أو تضع آليات واقعيه للتنفيذ“.
وأوضح أن ”ما جاء في مبادرة سيف القذافي هو ترجمة سياسية للرأي العام المحلي وربما الدولي أيضا وتعبير عن رغبة الشارع في إنهاء الأزمة من خلال تجديد الشرعية وهي بالمناسبة ليست المبادرة الأولى التي تقوم بذلك“.
وأضاف أن ”المبادرة وضعت آليات مبهمة في الخيار الأول، كاقتراح جهة ما للعمل على وضع الترتيبات القانونية والإدارية لإجراء انتخابات يشارك فيها الجميع دون إقصاء، وهذا في حد ذاته مشكله تحتاج لحل في ظل تنازع الشرعية والصلاحيات بين الاجسام الحالية“.
وتابع أنه ”في الخيار الثاني تحدثت المبادرة عن ضرورة انسحاب كل الشخصيات الجدلية المترشحة للانتخابات الرئاسية والتي تعمل كل منها على وضع شروط إقصائية للشخصيات الأخرى، والسؤال هنا من يستطيع أن يقنع هؤلاء الجدليين بالانسحاب؟؟ وهل يعترف أصلا هؤلاء الجدليين بأنهم جدليون؟؟ إذا لم يقتنعوا بالانسحاب هل اقترحت المبادرة أدوات لإقصائهم؟“.
وأردف بالقول: ”الجواب لا، وخلاصة القول في كل الأحوال، فإن المبادرة يمكن البناء عليها من خلال إضافة بعض الأفكار وتطبيقها في حال وجدت زخماً شعبياً وسياسياً وإرادة محلية قوية للخروج بالبلاد من أزمتها“.
من جانبه، رحب عضو مجلس النواب جاب الله الشيباني، بمبادرة القذافي بانسحاب عدد من المرشحين بالانتخابات الرئاسية.
وقال الشيباني في تدوينة عبر ”فيسبوك“ إنه ”يرى أن خيار تقدم مرشحين آخرين، أكثر واقعية من اختيار شخصية وطنية يتم التوافق عليها بين الأطراف المتصارعة في الداخل والخارج“.
وأضاف: ”سيخرج علينا من يقول هذا عزل سياسي وإقصاء، ولكن أمام المصلحة العليا للوطن تتعطل الدساتير والقوانين والأعراف“.
وتابع: ”نشكر سيف على هذه الروح الوطنية والمبادرة لإنقاذ الوطن“.
بدوره، اعتبر أبو القاسم قزيط عضو المجلس الأعلى للدولة، أن ”مبادرة المرشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي بانسحاب المرشحين المختلف عليهم للانتخابات الرئاسية والذهاب نحو ترشيح شخصية توافقية، ”هي مبادرة تستحق التقدير وتنم عن روح وطنية ورغبة صادقة في عبور ليبيا أزمتها“، بحسب قوله.
بعد العفو.. هل تنجح مبادرة الرئيس الجزائري في تحقيق المصالحة مع المعارضة؟
تونس تنفي فرض المغرب تأشيرات على مواطنيها
مناورة
في المقابل، اعتبر الناشط ورئيس هيئة الإعلام الليبية سابقا محمد بعيو، أن المبادرة ”مناورة لرجل يعرف أن الفيتو الأمريكي عن وصوله للرئاسة أقوى من إرادة ناخبيه ومؤيديه الليبيين“.
وقال بعيو في تدوينة عبر صفحته بموقع ”فيسبوك“: ”هل يمكن لسيف بأن يتحول من مشروع رئيس أصل، إلى صانع لرئيس صورة.. من ناحيتي لا أراه قادراً على ذلك، إذا استمر في ممارسة دور الشبح المترشح، الذي يحيط نفسه بأشباح يتعيشون عليه ولا يعيشون له“.
إضافة تعليق جديد