ثروتنا الغنمية من الأزدهار والتصدير والتغني بها إلى القلة والتقطير
في منتصف التسعيتات وحتى ماقبل الأزمة السورية كان لدينا وفقا لآخر احصاء للثروة الغمية ١٨ مليون رأسا ، وكان حجم التصدير من ذكور العواس سنويا يصل إلى المليون رأسا ، من محافظة حماة لوحدها أكثر من ٢٥٠ ألف رأس .
أما اليوم فكلما خطر ببال وزارتي الأقتصاد والزراعة أن يبحثا عن مصدر تصديري يلوحان بفتح تصدير ذكور اغنام العواس ، لكن محاولتهما فشلت مرتين العام الماضي والحاضر ، نظرا لعدم توفر المادة .
وحاليا من كل المحافظات لانستطيع تصدير ٢٠٠ الف رأس ، وهذا مردة إلى قلة العرض وعدم الرغبة لدى المربين ،واليوم بعد اكثر من احد عشر عاما لم يعد لدينا من الأغنام ال١٨ مليون مابين ال٥ وفي احسن الاحوال ٦ مليون رأس ، وهكذا افتقدنا الغنم والراعي المربي معا ، لعدة أسباب اولها عملية التهريب التي طالت القطيع وكنا ما نخشاة أن نفقد هذا الأصل من الاغنام في سورية كارث ونوع تتميز به سورية ، والسبب الثاني ما تتعرض له اناث العواس من ذبح في المسالخ السرية ولابد يكاد يمضي اسبوعا إلا وتضبط حماية المستهلك بحماة مسلخا سريا لاناث العواس ، حيث تباع لحومها على أساس لحم خاروف بسعر الكيلو ب٣٧ ألف ليرة هنا في محافظة حماة المنتجة للحوم فما بالكم ببقية المحافظات الأخر، وفقا لحديث المربي ابو مشاري لغلوبال، وزاد على ذلك لم يعد اليوم المربون يقوون على تأمين المادة العلفية للقطيع فطن الشعير بمليونين ونصف المليون ، ولا توجد مراعي طبيعية جراء موجات الجفاف المتلاحقة التي افقدت المراعي الطبيعية قوامها ونباتاتها الرعوية .
من جهته قال المربي “أبو خالد” الذي التقيناه في بازار حماة لسوق المواشي كما ترى وأشار لنا بيدة لم تعد ذكور الاغنام توجد كما كان أيام زمان ، فاليوم لم يعد لدينا الأعداد الكافية من اجمالي القطيع ، وبالكاد يكفي السوق المحلية ، فما لحق بالثروة الحيوانية ككل ، كان النصيب الأكبر منه بقطاع الثروة الغنمية التي كانت تشكل دخلا اقتصاديا هاما للدخل الوطني جراء عملية تصدير ذكورها والعودة بالقطع الأجنبي للخزينة العامة ، إلى ذلك قال القصاب أبو علي الحوري كنا نشتري الخاروف ببضعة آلاف ليرة ، اليوم الكيلو قائم من ارض البازار بين ال١٢ ألف وال١٣ ألف ليرة في أحسن الأحوال.
أضاف “الحوري” ان سعر كيلو اللحم للمستهلك اليوم هنا في مصياف ب ٣٥ و٣٧ الف ليرة ، وكنا نذبح كل يوم خاروفا ، اليوم بالكاد نبيع الخارف الذي ذبحناه خلال ثلاثة أيام.
بالمختصر المفيد كانت الثروة الغنمية تشكل دخلا مميزا للاقتصاد المحلي وتسهم إلى حد كبيرفي تأمين مادة الصوف للشركة العامة للاصواف بحماة للصناعات الصوفية ، فاليوم الشركة شبة مشلولة لغياب مادة الصوف وان اشتغلت فبأصغر وأقل طاقة يومية .
زد على ذلك ان عملية تصدير ذكور العواس توقفت رغم محاولة وزارتي الأقتصاد والزراعة أكثرمن مرة فتح باب التصدير لكنها فشلت لقلة وجود المادة ، وأن محاولة وزارة الزراعة احياء الثروة الحيوانية ، لم يعد اليوم ممكنا في ظل الظروف الصعبة الموجودة ،وهذة حقيقة وليست في صندوق مغلق ملك فلان ، فهي متاحة لكل متقص عنها ، فهل تعود ثروتنا او نفطنا الغنمي كما يحلو للبعض أن يسميها ؟ هل تعود دعما لاقتصادنا المتين الذي نريد؟
غلوبال
إضافة تعليق جديد