عودة نشاط الحمامات الدمشقية بسبب تردي الوضع الكهربائي
عاد الإقبال على الحمامات الدمشقية إلى نشاطه خلال الأشهر القليلة بعد أن اعتزله رواده كونه كان يصنف ضمن كماليات الحياة ليعود كجزء من الأساسيات عند الكثير من الأشخاص الذين طالتهم أزمة الكهرباء والمحروقات.
أبو عصام أحد مرتادي حمام السوق، يتحدث قائلاً: “مصائب قومٍ عند قوماً فوائد، كان الحمام في الماضي عبارة عن كماليات فلا يخطر في بالنا أن نقوم بزيارته لأننا نستحم في المنزل، اليوم ومع انقطاع الكهرباء وشح مادة المازوت أصبح حمام السوق هو الحل الوحيد فأصبحت أذهب إلى حمام السوق مرة في الأسبوع”.
ويتابع أبو عصام: “نسكن في منطقة القنوات، حيث تأتي الكهرباء ساعة واحدة فقط وتقنن لمدة ستة ساعات وبهذا الوقت القصير لا يمكن تعبئة المياه وتسخينها، لهذا السبب أصبحت أزور حمام السوق كل خميس وأستمتع بالاستحمام بالماء الساخن وانتشار البخار في مختلف أروقة الحمام”.
أما عبد الله، اختلفت أسباب زيارته لحمام السوق؛ فهو يقطن مع عائلته المؤلفة من أكثر من عشرة أشخاص، ولا يملك الوقت الكافي للاستمتاع في الحمام بسبب كثرة قاطني البيت، لم ير حلاً إلا الذهاب إلى حمام السوق مرتين في الأسبوع والحصول على حمام دافئ يتخلله الكثير من الرفاهية والتسلية مع الشباب المتواجدين في الحمام، لاسيما أن تكلفته المنخفضة تشجع على زيارته.
محمد يأتي مع طفله فيصل، إلى حمام السوق كل يوم خميس فيعلق على الموضوع “لا يوجد ماء ساخن لدينا وليس من المعقول أن نبقى من دون استحمام، فكان الحل هو حمام السوق”، ويبين محمد لـ “أثر”: “نوفر المياه الساخنة للطبخ والتنظيف المنزل في هذا الجو البارد حتى أننا أصبحنا نرسل ملابسنا إلى الكوى لكي نغسلها بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة”.
لا يتوفر وصف.
أبو الخير، صاحب حمام التيروزي في منطقة باب السريجة بدمشق القديمة يقول : “في الماضي كان الجميع يحضر إلى الحمام كنوع من السيران للاستمتاع بوقته للتسلية والفرح إضافة للاستحمام وحمامات البخار بعيداً عن الهموم، أما اليوم وبسبب عدم توافر المياه الساخنة والكهرباء والمازوت ازداد رواد الحمامات من أجل الاستحمام فقط، ما جعلنا لا نفقد الزبائن على عكس كثير من المهن الأخرى، مبيناً أن أسعار الحمامات لم ترتفع إلا بشكل بسيط بسبب ارتفاع سعر المازوت.
ويقوم صاحب الحمام الذي يعود عمر بناءه إلى أكثر من 600 عاماً، بتوفير المياه إلى الحارات المجاورة فهو يملك بئر بنفس الحمام، مما يسهل العمل ويؤهله لمساعدة الناس في تأمين المياه في الحارات القديمة.
معاناة الناس تفتح باب النكتة:
ورغم المعاناة التي يعيشها السوريون لا زالت روح النكة ترافقهم، فمن الألم يولد البسمة من أجل الاستمرار بالحياة فلم تسلم أزمة المياه الساخنة من الدعابات التي أطلقوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فمنهم من كتب “سخني المي يا خديجة.. الكهرباء وصلت للحارة القديمة”، والآخر عرض بداعي السفر عبوة مازوت للبيع مع علبة كبريت مستخدم منها عود واحد وكتب: “للجادين فقط”.
والبعض كتب: “لدينا خزان ماء فيجة ساخن مليان سعة الخزان 2000 لتر للمداكشة على بيت بالمالكي.. للجادين فقط”.
أثر
إضافة تعليق جديد