سوق الحريقة الدمشقي الشهير.. كيف حصل على اسمه؟
بالقرب من ساحات الأسواق الشهيرة في دمشق، مثل الحميدية ومدحت باشا والخياطين، يُبرز سوق الحريقة بتنوع محاله التجارية التاريخية والحديثة على حد سواء. يشهد هذا السوق نشاطاً تجارياً كثيفاً، ورغم أن هذا النشاط يتركز بشكل رئيسي في مفهوم “الفرجة”، إلا أنه يُقدم تجربة تسوق مميزة.
تتضمن ساحات السوق العديد من المحلات التجارية القديمة والعصرية، وتعكس تنوعاً ثقافياً متنوعاً من خلال تشكيلة منتجاتها. من خلال تجربة التسوق في هذا المكان، يُلاحظ حركة نشطة تستمر على مدار السنة.
لكن خلف تلك النشاطات التجارية والمشاهد الباهرة، تكمن حكاية هذا السوق التي تعود إلى مئة عام تقريباً. في عصر الاحتلال الفرنسي وخلال قصفهم العنيف لمدينة دمشق، شهدت منطقة السوق تدميراً واسع النطاق. تأثرت المحال والمنازل العريقة في هذه المنطقة وأُصيبت بأضرار جسيمة.
عاش سكان المدينة في تلك الفترة أياماً عصيبة، حيث انعدمت الأمانة وتفشت الخراب. لكنهم لم يستسلموا للظروف، بل توحدوا وعملوا جاهدين لإعادة إحياء منازلهم والسوق. تمكنوا من ترميم المباني وإعادة إعمار السوق بأسرع وقت ممكن، وكان ذلك تعبيراً عن حبهم الكبير للحي وللتراث.
لم يقتصر نشاط السوق على فصول معينة أو أوقات محددة، بل يدوم طوال اليوم وطوال السنة. يمتاز هذا السوق بتنوع منتجاته، حيث يُعرض فيه ما يزيد عن 3500 محلاً للتجارة. لكن مع تزايد التحديات الاقتصادية والمالية، تراجع البيع وقابلية الناس للشراء، ما أثر على الحركة التجارية بصورة عامة.
بالنظر إلى تاريخ هذا السوق، تأتي التسمية الأصلية له “العريقة”. إلا أن التاريخ الحزين للقصف والحرائق في ذلك الوقت غيّرتها إلى “الحريقة”. تُذكر حكايات مختلفة حول تسمية هذا السوق، منها ما يشير إلى الحرائق التي اندلعت فيه بفعل الاحتلال الفرنسي ومنها ما يشير إلى جمال المباني والمنازل التي تحيط به.
تُظهر هذه الحكاية تعاقب الأحداث التاريخية وكيف تؤثر على الأماكن والمجتمعات. يبقى سوق الحريقة شاهداً على تلاحم أهل المدينة وإرادتهم في مواجهة التحديات واستعادة نشاطهم التجاري والحياتي.
الخبر
إضافة تعليق جديد