في عيد ميلادها ال 88 .. فيروز صوت الحب والسلام
يصادف يوم 21 من تشرين الثاني ميلاد السيدة فيروز، صاحبة الصوت الفريد والحالة الخاصة، والتي رتلت في القدس، ثم غنت لها “سنرجع يوماً”.
ولاسم السيدة فيروز وقع خاص لدي الناس، حيث بمجرد ذكره يتوارد الحب والطمأنينة وحب الوطن والسلام، ومسيرتها غنية ولاتختصر بمقال.
وهي نهاد حداد أو كما يعرفها الجميع فى الوطن العربى والعالم “فيروز”، وُلدت في 21 تشرين الثاني 1935 في حي زقاق البلاط في بيروت، والدها وديع حداد كان يعمل في جريدة لبنانية، ووالدتها ليزا البستاني، تزوجت عاصي الرحباني، وأنجبت زياد وريما وليال وهالي الرحباني.
وغنت السيدة فيروز الأغنية الشعبية، والقصائد، والموشحات، والأغاني مقتبسة الألحان من الموسيقى الغربية، وكانت أغنياتها أحد أهم أسباب رواج اللهجة اللبنانية على مستوى العالم العربي.
بدأت السيدة فيروز الغناء سنة 1940 مع كورال في الإذاعة اللبنانية، اكتشفها الموسيقار محمد فليفل وحوّلها إلى فريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية.
وكان حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية، أول من لحن لفيروز قبل أن يتعرف عليها عاصي الرحباني سنة 1952 الذي خطت معه أول خطوة نحو النجومية والشهرة.
وانطلاقتها عام 1952، عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وزادت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت، وكانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين رحباني عاصي ومنصور.
ولفيروز حكايات في دمشق بدءاً من اذاعة دمشق التي بثت أغانيها، مروراً بقاسيون و معرض دمشق الدولي، حيث كان الجمهور يملأ الساحات، وأشادت فيروز بحبه لها، وآخرها عام 2008، حين قدّمت مسرحية “صح النوم” على مسرح دار الأوبرا خلال احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية.
ورتلت السيدة فيروز في القدس عام 1964، في مناسبة زيارة البابا للقدس، كما قام، حينها، إميل الخوري وخير الدين الحسيني، نائبا القدس بزيارة إلى بيروت ليسلما فيروز في مؤتمر صحفي مفتاح خشبي للقدس من خشب شجر الزيتون المقدس.
وزارت البحرين والكويت، والإمارات، وأبوظبى والشارقة ودبي وقطر والعراق والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس واليونان وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وأكثر من ذلك بكثير من بلدان حول العالم التي أفرحت جماهيرها وأبهجت قلوبهم.
وغنت السيدة فيروز في أشهر القاعات والمسارح العالمية مثل مسرح الأولمبيا في باريس وقاعة ألبرت الملكية في لندن وقاعة كارنيجي في نيويورك ومركز جون كنيدي للفنون التمثيلية في واشنطن.
وقدمت مئات الأغاني، التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية غنت فيروز، وغنت للأطفال، والوطن والأم والقضية الفلسطينية إلى جانب أغاني الحب، وصنفت دول أوربية صوتها بأنه فريد من نوعه، وفقاً لمواقع صحفية.
وقدمت السيدة فيروز عدة مسرحيات وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية وأفلام تنوعت مواضيعها، كان من أشهرها (بياع الخواتم، وميس الريم، وأيام فخر الدين، وهالة والملك)، وكان آخر ظهورٍ لفيروز على المسرح في العام 2011 في مسرحية “صح النوم”.
وغنت السيدة فيروز لكثير من الشعراء العرب القدامى والمحدثين، بدءاً من قصائد الأخطل الصغير وجرير وعنترة بن شداد وأبي نواس، وصولاً إلى إيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران ونزار قباني.
قال عنها نزار قباني بأن “صوت فيروز أجمل صوت سمعته فى حياتي، وهو نسيج وحدة الشرق والغرب”، كما كتب أنسي الحاج في سنة 1970 مقالة عن فيروز يقول فيها “فى حياتنا لا مكان لفيروز، كل المكان هو لفيروز وحدها، فأنا أركع أمام صوتها كالجائع أمام اللقمة”.
وحصدت السيدة فيروز على مدار حياتها الفنية العديد من الجوائز والأوسمة، وحصلت على وسام الاستحقاق اللبناني من الرئيس “كميل شمعون” عام 1957 وهو أعلى وسام في الدولة
ووسام الأرز عام 1962، ووسام الاستحقاق اللبناني، كما حصلت علي ميدالية الكرامة عام 1963 من الملك حسين، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى، إضافة إلى المفتاح الخشبي للقدس عام 1946.
وحصلت فيروز على وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي، وفي عام 1988، ووسام الثقافة الرفيعة من تونس، وجائزة القدس من فلسطين عام 1997م.
وفي عام 1975م تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها تكريماً لها، كما تم منحها الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت لتصبح أول مطربة تحصل على هذا اللقب.
ورشحها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران لنيل وسام الجمهورية الفرنسية للثقافة والفنون، وهو أرفع وسام ثقافي في فرنسا، كما نالت العديد من الأوسمة العالمية في الكثير من الدول الأخرى.
وظهرت السيدة فيروز في نيسان 2021 في فيديو، نشر على قناتها في “يوتيوب”، من منزلها وهي تتلو صلوات من الكتاب المقدس وتدعو الرب لينقذ العالم.
ونشرت مجلة “فوربس” العالمية في عددها الصادر في العام 2017 قائمة “للنجوم العرب على الساحة العالمية”، حيث وضعت السيدة فيروز في مرتبة فريدة من نوعها فوق التصنيف وهي مرتبة “أعظم نجوم الفن لكل العصور”.
الخبر
إضافة تعليق جديد