آفة التدخين تنتشر بين طلاب المدارس
دفعت ظاهرة التدخين المتفشية بشكل لافت بين طلاب المدارس في السويداء، العديد من الأهالي لدق ناقوس الخطر، إزاء هذه الآفة التي أصبحت تشكل تحدياً صحياً واجتماعياً يهدم المجتمع برمته وخصوصاً الشباب الذين يمثلون أمل المستقبل، ولاسيما أنها باتت بمنزلة بوابة عبور نحو الانحراف المبكر.
قلق الأهالي المتزايد على أبنائهم الطلبة وحسبما تحدث بعضهم لم يعد يخفي نفسه، خصوصاً بعد أن باتت زوايا المدارس المظلمة وباحاتها مكاناً آمناً لحمل السيجارة بعيداً عن أعين الأهل، لتتحول هذه الظاهرة التي لم يكن لها أي مكان في مدارسنا من ذي قبل، إلى مشكلةٍ حقيقية ووباء طال حتى طلاب التعليم الأساسي المرحلة الثانية، فالإجراءات غير الرادعة من الإدارات المدرسية، مضافٌ إليها مراقبة الأهل القاصرة، كانت السبب الرئيس لازدياد أعداد المدخنين داخل أسوار المدارس.
وفي هذا الصدد أشارت المرشدة الاختصاصية للارشاد الاجتماعي والمشرفة على مدارس السويداء للتعليم الأساسي عهد العماطوري في تصريح خاص لـ«غلوبال» إلى أن إدمان الطلاب على التدخين ما هو إلا تفاخر منهم بحمل السيجارة كرمز للرجولة ولفت الانتباه، عدا عن اعتبارها ضرورية لهم للحفاظ على اليقظة، والتخفيف من توترهم العصبي وصرف الملل، دون إدراكهم أن استمرارهم في هذا الطريق سيؤدي في نهاية المطاف إلى تردي حالة التركيز عندهم، وبالتالي سيفقدهم القدرة على الاستيعاب أثناء الدرس بما ينعكس سلباً على تحصيلهم الدراسي.
وأرجعت العماطوري تدخين الطلبة إلى تقليد الأب أو الشقيق الأكبر، المترافق بغياب الوعي والأهم رفاق السوء، والتفكك الأسري والرغبة في المغامرة وتساهل الوالدين في هذا الموضوع، وتوافر السجائر بشكل مستمر في البيت.
ولفتت إلى أن الإدمان على التدخين يبدأ بسيجارة يتعامل معها الطالب كمغامرة بريئة ما تلبث أن تتحول تدريجياً إلى سلوك إدماني، يرهق ميزانية الأسرة فيما بعد خصوصاً إذا اعتبرنا أن ثمن علبة السجائر وسطياً 7 آلاف ليرة، ووفق ذلك أصبح الطالب المدخن يحتاج شهرياً إلى نحو 100 ألف ليرة في حال كانت العلبة تكفيه ليومين، متجاهلين ما تحمله لهم السيجارة من أمراضٍ خطرة، ولاسيما أنها تدخل إلى جسم الانسان وحسب الدراسات الطبية 4000 مادة سامة تمتد فترة حضانته إلى سنوات طويلة، تؤدي إلى تغيير البناء الوظيفي والتشريحي للجسم.
مشيرة إلى أنه وللحد من هذه الظاهرة يجب تضافر جهود الأهل والمدرسة، للعمل على توعية الطلاب، وتنبيههم من أخطار التدخين، من خلال عرض بعض نماذج حالات التدخين التي وصلت إلى حد الهلاك وتحذيرهم من آثارها السلبية.
غلوبال
إضافة تعليق جديد