هروب المدخنين إلى عالم (الّلف)
بعد موجات الغلاء والارتفاعات السعرية المتتالية على مُجمل أنواع الدخان الوطني، وكذلك الأجنبي، كان لزاماً على الكثير من المُدخّنين البحث عن حلول بديلة بما يناسب أوضاعهم الاقتصادية، حيث باتت بعض أنواعه على مَقربة من مثيلاته القادمة من خارج البلاد سعرياً، وكانت المبرّرات حاضرة عند الغالبية، (الدخان) سلعة كباقي السلع التي نالت نصيبها من الارتفاعات السعرية، وهو ابن البلد يشبه البطاطا والبندورة وغيرهما من المواد والسلع غير المستقرّة من ناحية السعر، هذا من جانب الدخان الوطني و " بواكيه " المتنوّعة.
أمّا الجانب الآخر والذي يشمل الدخان الفلش (العربي) فهو أيضاً تربّع على عرش الأسعار الخيالية ولم يعد مهرباً واقعياً لمن لا يستطيع مجاراة دخان الباكيت الوطني (الحمراء الطويلة بأنواعها وكذلك القصيرة وألوانها) وهي الأنواع الأكثر شهرة بين الدخان الوطني، ومن خلال جولة على المقرّات الرئيسية لتجّارة تلك المادّة العربية، تبيّن أنها تشبه أخواتها الجاهزة كثيراً، لكن يمتلك الدخان العربي عدّة أنواع، منه الخفيف والوسط ومنه الثقيل، والفاتح والغامق، غير أن الصدمة الكبرى تقع على العناوين الرئيسية للأسعار، فأكّد البعض من باعته أن الدخان العربي البلدي تحديداً تم تسعيره بنحو ٤٠٠ ألف ل.س، وهناك أنواع أخرى، ب ٣٠٠ ألف و٢٥٠ ألف ل.س، والرديء بسعر ١٥٠ ألف ل.س وهو نخالته كما تم وصفه، وهذه الأسعار يرافقها تأكيدات بأنها من المنطقة الأم الأهم على عموم جبال الساحل المشهورة بزراعة الدخان البلدي، وللعلم فإن هؤلاء الباعة الذين يُتقنون فنّ الإقناع بالجودة، هم كريمون جدّاً، ويجذبون الشاري بالكلام القريب من المنطق، والتمسّك بإقناع الزبون الباحث عن سعر يناسب أيامه الحزينة، الضيافة المجانية والّلف هو سيد الأحكام، قبل الوقوع في براثن الشراء، والكفّ عن البحث الطويل بلا جدوى، لأن الجميع يشبهون بعضهم بالكلام والسعر وكذلك الأنواع، لذلك فإن الّلاجئين للدخان العربي هرباً من أسعار الباكيت، بدؤوا يتذمرون وأصبح الإقلاع عن ممارسة هذه العادة أمراً واقعاً لا محالة إذا استمرت الأسعار في تصاعد غير مبرّر .. وعلى الجانب الآخر من الباعة، هناك بسطات لمتمّمات الدخان العربي وأصحابه، تضمّ مشارب خشبية صُنعت ببراعة بسعر ٢٠٠٠ - ٣٠٠٠ ل.س، منها الطويل والقصير وكذلك المعدني، وتضمّ أيضاً الدفاتر الخاصّة بعمليات الّلف ب ٢٠٠٠ ل.س.
الوحدة
إضافة تعليق جديد