ترحيب دولي بتعيين بلير مبعوثاً للرباعية وحماس تتوقع منه الأسوأ
عينت اللجنة الرباعية الدولية الأربعاء توني بلير مبعوثا جديدا لها في الشرق الأوسط، بعيد تقديم استقالته إلى ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية من منصب رئيس الوزراء ومن مجلس العموم البريطاني.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة ميشيل مونتاس -بعد ساعات قليلة من استقالة رئيس الوزراء البريطاني من منصبه الحكومي- إن اللجنة الرباعية تعلن اليوم تعيين توني بلير مبعوثا لها.
وربطت مونتاس بين قرار تعيين بلير وما اعتبرته "التزام" الأخير "منذ زمن" بالقضية الفلسطينية، "وبوصفه مبعوثا سيحشد الدعم الدولي للفلسطينيين من خلال العمل بشكل وثيق مع الدول المانحة وأجهزة التنسيق القائمة".
وكشفت المتحدثة الأممية أن بلير -الذي سيخلف في المنصب جيمس وولفنسون المستقيل منذ عام 2006 - سيزاول عمله من مقره في القدس بمساعدة فريق خبراء، وسيتلقى الدعم من "دول ومؤسسات شريكة".
وتضم الرباعية الدولية الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. وهي تسعى منذ 2003 لدفع خطة أعدتها تعرف بخارطة الطريق للتوصل إلى إرساء السلام في الشرق الأوسط على أساس مبدأ قيام دولتين (فلسطينية وإسرائيلية) تعيشان جنبا إلى جنب في سلام. لكن هذه الخطة بقيت حبرا على ورق منذ إطلاقها.
وأكد بلير الأربعاء أمام النواب البريطانيين أن حلا "يقوم على أساس دولتين" إسرائيلية وفلسطينية يشكل "أولوية مطلقة".
وكان تعيين رئيس وزراء بريطانيا المنصرف موضع خلاف داخل الرباعية بسبب تحفظ روسي، أنهاه تصريح مرحب الأربعاء لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه برام الله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وشكك بعض الدبلوماسيين الأوروبيين في قدرة بلير على حشد تأييد علني واسع النطاق من الفلسطينيين والعرب بسبب دوره البارز في حرب العراق، وعلاقته الوثيقة بالرئيس بوش.
وسارع البيت الأبيض الأميركي بالترحيب بتعيين بلير، حيث قال المتحدث جوردون جوندرو إن "الرئيس يرحب بهذا الإعلان ويقدر عزمه على القيام بواجباته ومواصلة عمله من أجل السلام في الشرق الأوسط".
غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو ذكر من جهته أن بوش سعيد بتعيين بلير، داعيا إلى عدم المبالغة في التوقعات منه في منصبه الجديد قائلا إن بلير"ليس سوبرمان".
وأوضح سنو أن سياسيا من الخارج ليس بإمكانه لوحده صنع السلام، مضيفا أن القرار في نهاية المطاف بيد الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكان الرئيس الأميركي قد اتصل أمس ببلير وامتدح دوره رئيسا لوزراء بريطانيا، وشكره على موافقته على التفرغ لمنصب ممثل الرباعية.
بموازاة ذلك رحبت الخارجية إسرائيلية -بلسان المتحدث مارك ريغيف- بتعيين بلير. وقال"إن توني بلير صديق لإسرائيل وصديق للفلسطينيين، وهو قبل أي شيء آخر صديق للسلام، ونحن سعداء لفكرة العمل معه".
وفي رام الله قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الرئيس عباس يرحب بتعيين بلير، وتمت استشارته بالموضوع مضيفا أن عباس سيعمل جنبا إلى جنب مع بلير للتوصل إلى حل الدولتين.
غير أن غازي حمد المتحدث باسم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية قال إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تتوقع أن يكون دور بلير عادلا في أي قضية لها صلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو أي قضية عربية.
بدوره ندد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم بقرار تعيين بلير مبعوثا للرباعية. وقال إن شخصية توني بلير"غير مرغوب فيها وغير مرحب بها فلسطينيا لأنه لا يليق لها أن تكون أمينة على طموحات الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال والإفراج عن الأسرى وعودة اللاجئين".
وأشار برهوم إلى أنه لا يتوقع أن يلعب بلير دورا منصفا "وسيبقي مقادا من قبل أميركا ولن يؤدي دورا حقيقيا تجاه حل عادل للقضية الفلسطينية".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد