سيارات فارهة تغزو إدلب
تفاجأت الأسواق في شمال سوريا بتواجد متزايد للسيارات الأوروبية الفارهة والحديثة، مثل “رانج روفر”، “مارسيدس”، “لامبرجيني”، “جيمس”، “لاند كروز”، “لاسادا”، “أودي”، “بي إم دبليو”، وغيرها، والتي تظهر في الشوارع والمعارض محملة بتقنيات حديثة وبأسعار مرتفعة، هذا التواجد يعود إلى استيراد تجار السيارات لسيارات أوروبية مستعملة، حيث يتيح لهم ذلك الترخيص بدخولها إلى المنطقة الشمالية السورية عبر معبر “باب الهوى”، بشرط أن يكون تاريخ إصدار هذه السيارات قبل عشر سنوات.
مشاهدة السيارات الحديثة لم تقتصر على الواقع فقط، بل انتشرت بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقوم المواطنون بمشاركة صورها مصحوبة بموسيقى أو كلام يعبر عن الفخر والبذخ، وفي هذا السياق، يؤكد مسؤول المبيعات في شركة “اليمان” لتجارة السيارات، عبد الله عثمان، أن هذه الصور تعكس سيارات تم شراؤها للاستخدام الشخصي أثناء سفر المواطنين إلى الخارج أو عبر أصدقائهم في تلك الدول، وليس لأغراض عرض تجاري.
تاريخ تجارة السيارات في إدلب شهد تطورًا، حيث كان يتم استيراد السيارات على شكل قطع منفصلة عن بعضها، ثم يتم تجميعها وبيعها بعد وصولها إلى المنطقة، ومنذ عام 2019، منحت تركيا تجار السيارات إذنًا بشكل رسمي لاستيراد السيارات الأوروبية المستعملة وإدخالها إلى شمال سوريا، شريطة أن يكون تاريخ إصدارها قبل عشر سنوات.
على الرغم من عدم سماح الجانب التركي بإدخال السيارات الحديثة بتاريخ لاحق، يظهر في الأسواق سيارات حديثة بتاريخ إصدار العام الحالي أو السابق، وبأسعار تتجاوز 30 ألف دولار أمريكي، رغم تسعيرة الليرة التركية، مما يشير إلى ارتفاع الطلب على هذه الفئة من السيارات.
يشير مالك معرض “التفتنازي” لتجارة السيارات، عبيدة حمادي، إلى أن الإقبال على السيارات الحديثة ازداد خلال العام 2023، حتى مع ارتفاع أسعارها، يذكر أيضًا أن تجار السيارات يقومون بنقل السيارات بطريقتين، إما عبر تركيا ومن ثم إلى معبر “باب الهوى”، أو عبر نقلها إلى العراق ثم أربيل ومنها إلى شمال سوريا عبر المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” وفقاً لبعض المواقع الإعلامية.
يتوقع بعض التجار أن تكون السيارات الكهربائية ذات أهمية متزايدة في المنطقة بعد توفر الكهرباء في إدلب، وقد قامت بعض الشركات بتجربة استيراد سيارات كهربائية من موديل 2014، وبيعت بسعر يعتبر مناسبًا مع مواصفاتها وتقنياتها المتطورة، على الرغم من تحديات انتشارها في ظل غياب بنية تحتية مناسبة وأماكن صيانة.
بشكل عام، يتجلى تطور تجارة السيارات في إدلب من خلال تنوع الفئات والموديلات المتاحة، وتزايد الاهتمام بالسيارات الحديثة والكهربائية، مما يعكس التغيرات في اتجاهات الاستهلاك واهتمام المستهلكين في المنطقة.
إضافة تعليق جديد