سوريا تدين "الفيتو" الأمريكي ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة
أعرب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير قصي الضحاك خلال جلسة مجلس الأمن، الثلاثاء، عن "إدانة سوريا لاستخدام الولايات المتحدة المتكرر للفيتو لشل مجلس الأمن، ومنعه من الاضطلاع بمسؤولياته".
وأفاد "الضحاك" أن "سوريا تؤكد رفضها للذرائع التي تسوقها للدفاع عن الاحتلال "الإسرائيلي"، وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني في استخفافٍ سافرٍ بإرادة شعوب ودول العالم".
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة: "تجتمع الجمعية العامة مجدداً للتعبير عن موقفها حيال استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بهدف حماية "إسرائيل" وتوفير الحصانة لها، وتمكينها من مواصلة جرائم الحرب، والإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني دون خشية من مساءلة أو عقاب".
وأوضح "الضحاك" أن "هذه الجرائم لم تقتصر على أهلنا في فلسطين المحتلة، بل امتدت إلى الأراضي السورية واللبنانية من خلال الاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة على المنشآت المدنية ومنازل المدنيين الآمنين".
وبيّن "الضحاك" أن "الإدارة الأمريكية حالت دون اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر وحظي بدعم الأغلبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن، لكونه يستجيب لمطالب جل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في إنهاء ما نشهده منذ خمسة أشهر من عدوان "إسرائيلي" وحشي وجرائم همجية".
وأكمل "الضحاك": "وكشفت تلك الجرائم مجدداً الوجه الحقيقي للاحتلال أمام أعين العالم وعرت الأكاذيب التي روج لها هو ورعاته في الغرب على مدى سنواتٍ طويلة".
وأوضح مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة أن "تقديم الوفد الأمريكي مشروع قرار مضاد ليس إلا محاولة يائسة لحرف الأنظار عن منعها مجلس الأمن من النهوض بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والمماطلة ومنح المزيد من الوقت للاحتلال "الإسرائيلي" لمواصلة جرائمه وحصاره وتجويعه للشعب الفلسطيني".
ولفت "الضحاك" بأنه إلى "جانب الدعم في مجلس الأمن، فتحت الإدارة الأمريكية مخازن أسلحتها وقدمت شتى أشكال العتاد والذخائر والخبرات للاحتلال "الإسرائيلي" في انخراط مباشر في قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، وغالبيتهم من النساء والأطفال، وتشريد أكثر من مليونين، وتدمير المشافي والمدارس، لا بل وحتى استهداف وكالات الأمم المتحدة ومقارها والطواقم والقوافل الإنسانية".
وأشار "الضحاك" إلى أن "ما شهده العالم على مدى الأشهر الماضية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تجاوز كل ما يقال عن الإنحياز الأمريكي الأعمى لـ'إسرائيل" وعن سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها الإدارات الأمريكية وعدد من حلفائها، وفضح نفاقها".
وتابع "الضحاك": "إذ حالت على مدى أشهر دون تشكيل أي لجنة تحقيق أو آلية دولية تضمن توثيق جرائم الاحتلال، وخلت بياناتها من أي حديث عن المساءلة، لا بل واصلت تشويهها لأحكام الميثاق، واستخفت بالرأي العام الدولي ومواقف الدول الأعضاء، لا بل وحتى مطالبة الأمين العام لمجلس الأمن بالتحرك وفقاً للمادة الـ99 من الميثاق".
وشدّد الضحاك على "وقوف سوريا الدائم إلى جانبِ الشعبِ الفلسطينيِ الشقيق في نضالِهِ لتحريرِ أرضِهِ المحتلّة وإقامةِ دولتهِ المستقلة وعاصمتُها القدس، ووضع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين والأراضي العربية المحتلة موضع التطبيق، ومنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
وأكد "الضحاك" ضرورة الوقف الفوري للإبادة وأعمال القتل والتدمير التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الفلسطينيين، ومحاسبة متزعميه ومنع إفلاتهم من العقاب، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، والحيلولة دون أي عدوان على رفح أو محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم".
يذكر أنّ الولايات المتحدة الأمريكية عارضت عدة مشاريع سابقة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، واستخدمت حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار قدمته الجزائر، يطالب بإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
إضافة تعليق جديد