سوريون يشترون الفواكه بـ الحبة
بفرحة كبيرة لأنه لم يصرف مبلغ مالي كبير وتمكن من شراء ما يمكن تسميته “شم ولا تذوق”، يقول عقبة البالغ 45 عاماً إنه اشترى بأربعة آلاف ليرة سورية فقط لا غير “6 حبات من الخوخ وتفاحة وثلاث حبات بندورة وخيارة واحدة”.
هذا الحديث لعقبة، هو واحد من الكثير من الأحاديث التي تدور بين السوريين فمنهم من يقول إنه لم يأكل الفواكه منذ أشهر وآخر يذكر أنه يشتريها بالقطعة وفق عدد أفراد عائلته.
تقول لمياء إنها تُحسد من قبل الكثيرين لأنها لا تحب أكل الفواكه كثيراً، في حين تؤكد السبعينية وصال أنها اعتادت أن يكون عشاؤها قطعة من الفاكهة كونها مريضة وتتبع حمية دائمة لكن غلاء أسعار الفواكه والخضار جعلها تنام دون عشاء أغلب الأحيان.
وأشار عدد من الأشخاص إلى أنه “لا بأس من تغيير ثقافة وعادات الشراء تماشياً مع الأسعار والغلاء”، حيث عبروا عن تأييدهم لفكرة الشراء بالحبّة، مضيفين: “ما في باليد حيلة”.
بدوره، أبو محمد (بائع خضار وفواكه في دمشق) يقول: “موسم الخضار الصيفية بدأ والعين تشتهي، إجاص وكرز وخوخ ومشمش وبطيخ وجانرك وعوجة تُعرض أمام المحال وأسواق الهال بطرق تضفي عليها جمال يتمازج مع ألوانها لكن ضعف القوة الشرائية خاصة لذوي الدخل المحدود يجعل معظم المارة يرمق بسطات الباعة بنظرات الحسرة”.
ويضيف أبو محمد: “العديد من الأشخاص بات يشتري بالقطعة أو الحبة ومنهم بالوقية”.
من جهته، فؤاد وهو أيضاً صاحب أحد محلات بيع الخضار، يوضح أن الأسعار مرتفعة في كل شيء ليس للخضار والفواكه فقط، مضيفاً: “المزراعون سوّقوا بعض أنواع الفواكه الصيفية بوقت مبكر كي يبيعوها بسعر مرتفع”.
أيضاً، عمر (عامل بمحل خضار) يعتبر أن أسعار الفواكه بشكل عام يرتفع تدريجياً من عام لآخر بسبب ارتفاع مستلزمات الزراعة وأجور النقل، مؤكداً أن الأسعار سوف تنخفض بشكل بسيط مع الوقت.
وفي وقت سابق، قال الخبير الاقتصادي وأمين سر حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة : “من الطبيعي أن تطرح أسعار الفواكه في بدايتها بأسعار مرتفعة والسبب أن كميتها قليلة؛ علماً أن هناك أنواعاً تطرح وهي ليست جيدة تسمى (الخف) وهو نوع من الأشجار التي تحمل كميات كبيرة؛ يحاول الفلاح قطفها للتخفيف من ثمرها (على الرغم من عدم نضوجها) كي يفسحوا مجال للثمار الباقية أن تنمو بشكل أكبر وتحمل كميات أكثر ويصبح أمامها مجال للنضوج والتمتع بطعم ألذ”.
ولفت حبزة إلى أن أسعار الفواكه الصيفية لن تنخفض، مضيفاً: “فبعد فترة يبدأ موسم التصدير بالنسبة لبعض الأصناف كالمشمش الذي يصدر لتصنيع الكونسروة والمربيات”.
اثر برس
إضافة تعليق جديد