قسد تناور الدولة السورية قبل المصالحة المحتملة مع تركيا
في ظل الأنباء المتزايدة عن اقتراب عقد اجتماعات بين الحكومة السورية ونظيرتها التركية، شنت “الإدارة الذاتية” الكردية هجوماً على الحكومة السورية عبر بيانات رسمية وتصريحات إعلامية.
يخشى الأكراد أن تكون نتيجة هذه المصالحة المحتملة إنهاء تجربتهم في شمال شرقي سورية.
هذه المخاوف ازدادت بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى العراق، حيث حصل على موافقة بغداد لإدراج “حزب العمال الكردستاني” في قائمة الإرهاب العراقية، وأبدى انفتاحه على مبادرة عراقية للتوسط في مصالحة مع دمشق.
ويرى الأكراد أن إردوغان يسعى لاستخدام هذا التغيير في الموقف العراقي للحصول على موقف مماثل ضد “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) و”الإدارة الذاتية”، ما قد يكون ثمناً للتطبيع مع سورية.
كما يعتقدون أن تركيا تسعى لاستكمال مشروع الشريط الآمن على الحدود مع العراق وسورية هذا الصيف.
ترى “قسد” أن هناك محاولة لتشكيل حلف إقليمي بين تركيا وسورية والعراق ضد “الكردستاني” و”الإدارة الذاتية”، ما قد يفتح الحدود للجيش التركي لتنفيذ عمليات ضد الأكراد.
وتشير التحذيرات الكردية إلى “مؤامرة كبرى” ضد السوريين، متهمة أنقرة بارتكاب انتهاكات واحتلال أجزاء من الشمال السوري.
تركز وسائل الإعلام الكردية على إبراز “الآثار السلبية” المحتملة للمصالحة على مناطق شمال وشرقي سورية، حيث كثف القادة الأكراد تصريحاتهم المنددة بخطط التطبيع.
إلهام أحمد، رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، قالت إن “أي تفاهمات بين أنقرة ودمشق ستكون ضد الشعب السوري”.
بينما أكد حسن كوجر، نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة، أن تركيا تريد استخدام جميع الأطراف لتحقيق أجندتها، محذراً دمشق من التحالف مع أنقرة، ومؤكداً أن شعب شمال شرق سورية سيقاوم أي تحالف مع تركيا.
من جهة أخرى، طالب الأكراد دمشق بالتأكيد على عدم تحالفها مع الأتراك ضدهم، وأرسلوا إشارات إيجابية عبر وسطاء حول استعدادهم للحوار والتوصل إلى اتفاقات واضحة.
ورغم وجود القوات الأمريكية في المنطقة، ما يعقد القرار الكردي، فإن “الإدارة الذاتية” تشعر بأنها الحلقة الأضعف في ظل التحركات الإقليمية والدولية تجاه المصالحة السورية التركية.
تعتقد “الإدارة الذاتية” أن عليها بدء حوار جاد مع الحكومة السورية والعمل معها لنزع أي ذرائع تركية لشن هجمات جديدة على مناطقهم، مشددة على ضرورة التعلم من التجارب السابقة وعدم التعويل على الولايات المتحدة، والانخراط في تسوية قد تحقق لهم مكاسب في ظل التغيرات المقبلة على الأزمة السورية.
الأخبار
إضافة تعليق جديد