تجارب الشباب السوري في كردستان العراق
اختار العديد من الشباب السوريين السفر لتحسين ظروف حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، وكانت أربيل من أكثر الوجهات المفضلة لهم بسبب سهولة الحصول على الفيزا والإقامة مقارنة بالدول الأخرى.
البداية من المطار
يبدأ السوريون رحلتهم في أربيل من المطار، حيث تستغل بعض سيارات الأجرة القادمين الجدد، وتفرض عليهم أسعاراً قد تصل إلى 50 دولاراً.
يزن (30 عاماً) يروي تجربته قائلاً: “بعد عودتي من الإجازة لاحقاً، تمكنت من التفاوض على أجرة أقل من تلك التي كنت أدفعها في البداية.”
البحث عن عمل
يزن، الذي قضى ثلاث سنوات في الغربة وعاد إلى سورية في أوائل 2024، يوضح أن رحلة البحث عن العمل لم تكن سهلة بسبب تأخر الحصول على الإقامة، بالإضافة إلى استغلال العمال السوريين نتيجة عدم معرفتهم باللغة المحلية. يروي يزن أن صاحب عمل صرخ به قائلاً: “كل يوم أجد من يعمل مثل عملك وبأجر أقل”.
بعد شهر من المحاولات، قرر يزن استئجار محل بقالة في الفندق الذي كان يقيم فيه.
يضيف يزن: “استأجرت المحل بمبلغ 100 دولار، وحقق لي دخلاً شهرياً يبلغ حوالي 400 دولار، غطى تكاليف الطعام والإقامة”.
بداية التأقلم
يوضح يزن أن فرص العمل في أربيل تختلف من حيث المعايير، حيث إن الشهادات الأكاديمية لا تؤخذ بعين الاعتبار إلا في الشركات الكبرى، كما أن التقديم على الوظائف يحتاج إلى تحديد مهارة معينة.
رغم أنه عمل في عزل الأسطح براتب يومي يصل إلى 16 دولاراً، إلا أن الوظيفة لم تكن مستقرة، مما دفعه للبحث عن عمل أفضل.
بعد أربعة أشهر، وجد يزن عملاً في شركة كبيرة للحماية ومواقف السيارات براتب 600 دولار، رغم الشروط التعاقدية الصعبة وساعات العمل الطويلة.
التحمل رغم الاستغلال
يزن يشير إلى عدة مواقف واجه فيها تمييزاً وعنصرية بسبب تحدثه بالعربية بدلاً من الكردية.
كما تعرض للاستغلال من قبل صاحب العمل، حيث كان يتم خصم مبالغ عشوائية من راتبه.
ورغم ذلك، استمر في العمل بسبب قدرته على توفير مبلغ شهري يصل إلى 300 دولار.
تجارب أخرى
سالم (اسم مستعار)، شاب آخر، عمل في وظائف متعددة، بدءاً من عامل حمل في مول وصولاً إلى “ديلفري” في مطعم.
رغم حصوله على شهادة في الأدب، لم يتم تقدير خبرته الأكاديمية، واضطر لقبول وظائف بأجور متواضعة.
سالم لم يستطع تحمل الوضع في أربيل لأكثر من عام، وعاد إلى سورية وهو يأمل في بدء حياة جديدة في وطنه.
صعوبات السكن
رغم تعدد خيارات السكن في أربيل، إلا أن التنقل للعمل يكلف مبالغ كبيرة. استئجار منزل مستقل قد يصل إلى 500 دولار شهرياً، وهو مبلغ يصعب على العمال تحمله.
سالم يوضح أن الفنادق تستخدم الكهرباء عبر الأمبيرات، ما يجعل من الصعب تشغيل أجهزة التدفئة أو التبريد.
الفتاة السورية في أربيل
سامية (اسم مستعار)، إعلامية سورية تعمل في أربيل، وجدت عملاً بسرعة في إحدى شركات الطيران بسبب تفضيل الشركات توظيف الإناث.
تقول سامية إن الصعوبة الوحيدة التي واجهتها كانت تعلم اللغة الكردية، حيث يفضل الكرد التحدث بلغتهم.
بارقة أمل
زين (25 عاماً)، شاب آخر، وجد عملاً وسكناً في أربيل قبل السفر، بفضل مساعدة صديق له هناك.
رغم تركه دراسته الجامعية وسفره وحيداً، إلا أنه تمكن من تأمين راتب جيد وطمأن عائلته بوجود عمل مستقر له.
ذكريات جميلة رغم الصعوبات
ورغم أن الغربة كانت صعبة للبعض، إلا أن هناك ذكريات جميلة يحملها بعض الشباب، مثل مشروع “أم علي” للطبخ المنزلي، الذي أعاد إليهم ذكريات الطعام المنزلي وحنينهم لأمهاتهم.
الخبر
إضافة تعليق جديد