عادل ابو شنب يتهم ع ع ع بالسطو على أفكاره

انتظر الكاتب والأديب السوري عادل أبو شنب أكثر من أربعين عاماً ليفتح النار على مواطنه علي عقلة عرسان، الكاتب والمخرج المسرحي والرئيس السابق لاتحاد الكتاب العرب، بسبب فكرة كتاب كان أبو شنب قد أطلع عرسان على فحواها فأخذها الأخير لنفسه.
قال أبو شنب ذلك في صحيفة حكومية محلية مما يعني على ما يبدو رفع كل حصانة عن «جدانوف» السوري صاحب الحظوة الأكبر في البقاء طويلاً على كرسي رئاسة الاتحاد. ومما يعني أيضاً أن الكرسي الذي قدّم له عرسان الكثير، سرعان ما لفظه وتخلى عنه.
ومما جاء على لسان أبو شنب أن عرسان زاره في العام 1963 بعد عودته من القاهرة لدراسة المسرح «وكنت أنهض لكتابة كتابي «مسرح عربي قديم ـ كراكوز» الذي تحدثت فيه وربما لأول مرة في سوريا عن فن ساد البلاد واستمتع به العباد عدة قرون هو فن خيال الظل. وعن فنون أخرى كالحكواتي وصندوق الدنيا وسواها». ويتابع أبو شنب حكايته: «عرّفت عرسان على هذا البحث الذي أعددته بناء على تكليف من وزارة الثقافة» وبعد سنوات «لم ينس البحث الذي أطلعته عليه في زيارته لي فعمد إلى تأليف كتاب عن الظواهر المسرحية عند العرب، يعرض فيه كل فكرة جديدة جئت بها، فكان فيه مقلداً لا مبتكراً لكنني لم أعاتبه ولم أحاسبه وتركــــت ذلك للزمن حتى أعادت وزارة الثقافة عام 2004 طبع كتابي «مسرح عربي قديم» فكانت بذلك ترد بشكل مباشر على الفعلة التي ارتكبها عرسان بحقي».
وفي توضيح لـ«السفير» قال أبو شنب: «أنا لم أقل إنه سرقني، بل قلت أخذ الفكرة. فلم تكن الظواهر المسرحية معروفة، وكانت موجودة فقط عند يعقوب لاندو في كتابه «دراسات وأبحاث في المسرح والسينما عند العرب». فالظواهر المسرحية عند العرب كثيرة وليست ملكي».
لكن أبو شنب لا يتوقف عند ذلك بل يتعداه إلى التشكيك بعرسان كاتباً حين يقول: «بعد عدة سنوات نشأ اتحاد الكتاب العرب، وكنت من الذين أنشأوه وارتأى أهل الحل والربط في الاتحاد أن يكون شاملاً بحيث ينضم إليه كل من كتب حرفاً، فإذا بعرسان يصبح عضواً ليصبح رئيساً للاتحاد مدة طويلة».
ليست مسألة الظواهر المسرحية عند العرب سراً من أسرارهم، فقد كانت فترة الستينيات، وهي الفترة الذهبية للبحث في تأصيل المسرح العربي، حافلة بموضوعات للبحث عن أصول لفن المسرح الوافد إلينا حديثاً من الغرب، كما لو كنا نستنكر أن يولد شي ء جميل ورائع بعيداً عن أحضان عزتنا القومية. لكني أجد في معركة أبو شنب وعرسان الجديدة (والتي لم ينبس عرسان فيها ببنت شفة) شيئاً آخر، إنها تلك الشماتة التي يبديها الجميع بمجد عرسان الآفل، الشماتة التي فرضها تجبّره وما ألحق بالمثقفين من أذى. فالرجل لا يجد اليوم حتى أصدقاءه المقربين ليخوضوا عنه الحروب التي كانوا يخوضون، بأمر أو بدون أمر، إلزاماً أو تطوعاً.

راشد عيسى

المصدر: السفير