بعد 3 سنوات اعترفت بقتل زوجها بالتعاون مع بناتها الثلاث
وردت معلومات إلى فرع الأمن الجنائي في اللاذقية, بأن المدعو محمود محمد قد تغيب عن منزله الكائن في حي العائدين,منذ أكثر من ثلاث سنوات وأنه لم يتم الابلاغ عن تغيبه طيلة السنوات الماضية, وبناء عليه فتح التحقيق في موضوع تغيب المذكور, باستجواب ابنه الذي أفاد أن والدته أعلمته بعد خروجه من السجن قبل ثلاث سنوات, بأن والده قد سافر إلى تركيا من أجل العمل, وقد بدأت تساوره الشكوك بصحة ذلك, عندما شاهد جواز سفر أبيه ودفتر خدمة العلم وبطاقته الانتخابية وبعض صوره الشخصية في حوزة والدته, فراح يسألها بإلحاح عن حقيقة تغيب والده, ولكنها كانت تتهرب دائماً من الإجابة عن هذا السؤال.
ولما شعرت أنه جاد في البحث عن أبيه, راحت تختلق المشاكل له, وحاولت إدخاله إلى السجن أكثر من مرة.
ثم استدعاء زوجة المتغيب للتحقيق فأفادت بأنها قامت بمشاركة بناتها الثلاث وصهرها بقتل زوجها بالسم ودفنه في غرفة النوم. كما اعترفت أن دافعهم لارتكاب هذه الجريمة كان بسبب خلاف استفحل في العائلة حول خطبة ابنتها الصغرى من خليل/ص الذي تقدم إليها ورفض والدها تزويجه منها لصغر سنه من جهة, ولكونه عاطلاً عن العمل من جهة أخرى, فراح خليل يتردد إلى منزلها أثناء فترة غياب زوجها, ثم أقدم على خطف ابنتها الصغرى فاطمة ليتزوجها بعقد عرفي دون علم والدها, وعندما علم زوجها بواقعة هذا الزواج داهم منزل زوج ابنتها خليل وتشاجر معه, ثم راح يخطط لقتله مستخدماً إياها كطعم لاستدراج صهرها خليل إلى المنزل, كي يتمكن من قتله, تحت تهديده لها (إما أن تموتي أنت وابنتك أو يموت هو).
وأضافت القول إنها وافقت زوجها على هذا الأمر مسايرة له, ولكنها التقت بصهرها خفية في حديقة أبي تمام, وأعلمته بنية زوجها نحوه وطلبت منه أن يتوارى عن الأنظار, ريثما يتدخل أحد لحل هذا الخلاف ولكن صهرها عرض عليها الخروج من هذه المشكلة بقتل زوجها تفادياً لشره في المستقبل, ورفضت هذا الأمر مباشرة, ولكن بعد تفكير أسبوع وافقت على هذا الأمر بعد إعلام بناتها, واتفقت مع صهرها بعد أن التقت به ثانية في حديقة أبي تمام أن يحضر لها السم في ظرف, فأحضره لها واتفقا على أن تقدمه له في كأس شراب, ثم يقوما بدفنه سوية في أرض غرفة النوم.
من جهتها أكدت ابنة المغدور الكبرى سناء, مشاركة والدتها بهذا الجرم, عندما حاولت إشغال والدها بالحديث عن والدتها التي كانت تعد له كأساً من البرتقال في المطبخ وقد مزجته بالسم, في حين كانت شقيقتها الأخرى وفاء تجلس في صالون المنزل, أما شقيقتها الأخرى (زوجة خليل) فقد كانت واقفة على الشرفة لأنها - كما قالت - لم تكن تحتمل منظر قتل والدها, وأكثر ما في هذه الحادثة بشاعة أن تعترف سناء بأنها قد قدمت كأس البرتقال الممزوج بالسم بيدها لوالدها, وعندما تناوله وسقط أرضاً بلا حراك, ساعدت والدتها بسحب جثة والدها وطمرها بالرمل في منور المنزل, بينما ذهبت شقيقتها فاطمة لاستدعاء زوجها خليل الذي كان ينتظر موت والدها على سطح المنزل.
وقد قام بمساعدة والدتها في نقل الجثة من المنور ليدفنها في أرض غرفة النوم وصب فوقها (الباطون) حتى لا يكتشف أمرها أو يشم رائحة تفسخها أحد.
قام عناصر فرع الأمن الجنائي بالانتقال إلى مسرح الجريمة, وتم نبش جثة المغدور من الغرفة التي تم دفنه بها, وقد تم بعد ذلك الكشف على هذه الجثة من قبل الطبيب الشرعي الذي أكد أنها عبارة عن أشلاء هيكل عظمي بشري مبعثرة, وبأن زمن الوفاة حوالي ثلاث سنوات ونصف.
ألقي القبض على باقي المتهمين (فاطمة وسناء ووفاء وخليل) الذين راحوا يتبادلون الاتهامات فيما بينهم, وقد أكدت زوجة المغدور أنها ندمت على ما فعلت, وعاشت حالة من الصراع النفسي والذهني وتأنيب الضمير, وأرادت الاعتراف بجريمتها, فقصدت جارها (أبو صالح) الذي يعمل في الأمن الجنائي وأخبرته بالأمر.. وأضافت: إنها أقدمت على قتل زوجها كي تحمي ابنتها فاطمة من شره. يذكر أخيراً أن محكمة جنايات اللاذقية أصدرت مؤخراً القرار رقم 432 أساس /395 لعام 2007 القاضي بتجريم المتهمات بجناية القتل العمد بالنسبة للأم, والاشتراك بهذه الجناية بالنسبة للبنات والحكم عليهن بالإعدام شنقاً حتى الموت.
في حين أحيل المتهم خليل/ص الرأس المدبر لهذه الجريمة إلى محكمة جنايات الأحداث لعدم الاختصاص.. وأدين بنفس الجناية.
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد