العثور على جثة شاب في بئر مياه
تلقت شرطة ناحية عين شقاق إخباراً يتضمن العثور على جثة شاب في بئر مياه, داخل مزرعة خاصة بقرية (خربة الدنيا) وقد حضرت دورية من عناصر الشرطة, وأخرجت الجثة من قاع البئر, حيث تبين أنها مربوطة بسلك معدني في نهايته قطعة بلوك ولدى الكشف عن الجثة, أكد الطبيب الشرعي أنها تعود لشاب في العقد الثالث من العمر, وأن سبب الوفاة النزف الدماغي الناجم عن الضرب القاسي على الرأس من الأمام والخلف.
يذكر أن أهالي قرية (خربة الدنيا) تعرفوا على الجثة العائدة للمغدور سامي /ع, و قد أفاد والدا المغدور في التحقيقات الأولية أن ابنهما قد سرق مبلغ خمسة وعشرين ألف ليرة سورية من المنزل واختفى منذ مدة خمسة عشر يوماً.
وأضافت والدة المغدور إنها عندما اكتشفت أمر السرقة وغياب ولدها عن المنزل, خرجت تبحث عنه, وتسأل أصدقاءه ومعارفه, فأعلمها بائع الفلافل مرهج بأنه شاهده يتجه نحو المزرعة التي يعمل بها أسامة, ورافقها إلى المزرعة لتسأل عنه, وهناك أخبرها أسامة أن ولدها قد سافر إلى دمشق,بعد أن ترك دراجته الهوائية في المزرعة, وأعاد الدراجة إليها.
استدعي بائع الفلافل وأسامة إلى مقر ناحية عين شقاق لاستجوابهما, وبالتحقيق اعترف المقبوض عليهما بأنهما قد اتفقا على قتل المغدور بعد أن التقى مرهج معه وأسامة في محله وقدطلب المغدور منه مساعدته في فتح محل بدمشق لبيع الفلافل, واقترح مرهج عليه إحضار مبلغ نقدي من والده من أجل دفعه كمقدمة عقد استئجار محل له بالسومرية, وعندما غادر المغدور المحل وعاد معه مبلغ خمسة وعشرين ألف ليرة سرقها من منزله اتفق مرهج وأسامة على سلبه هذا المبلغ وقتله..
وأضاف المقبوض عليه أسامة إنه قد استدرجه إلى الغرفة الخلفية في المزرعة التي فيها بئر, وهناك طلب منه أن يعطيهما المبلغ بالحسنى, فرفض, وعندئذ قام أسامة بوضع رأسه تحت إبطه, ثم بادر مرهج إلى ضربه بحجر البلوك على رأسه فسقط أرضاً, وبعد أن فارق الحياة أخذا من جيوبه المبلغ وعبوة دخان ثم قا ما بربط رجليه بحجر بلوك بواسطة شريط معدني ورمياه في البئر, واقتسما بعد ذلك المبلغ حيث أخذ مرهج مبلغ ثمانية آلاف ليرة على أمل أن يأخذ باقي حصته لاحقاً, في حين أخذ أسامة باقي المبلغ, وعاد إلى البئر مرة ثانية وشاهد الجثة تعوم على سطح الماء, فقام برمي بلوكة على رأس المغدور, ثم قلع العشب المبلل بالدماء, ورماه في الساقية المجاورة.
اكتشفت شقيقة أسامة وجود المبلغ المسلوب في جيب شقيقها, عندما أرادت غسل ملابسه وأعلمت والدها الذي احتفظ بالمبلغ معه, بعدما علم من ولده بأنه قد استدانه من المغدور ليشتري به دراجة نارية, وعندما سمع والد أسامة بوجود جثة في بئر داخل المزرعة التي يعمل بها ولده, بدأت تساوره الشكوك, ولاسيما عندما علم بأن هذه الجثة تعود للمغدور سامي بالذات ودار في ذهنه أن لولده علاقة بهذا الموضوع, فغادر المنزل خوفاً من ردة فعل أهل المغدور, حيث ألقى القبض عليه بعد عشر دقائق عند مقصف الفوار وعثرت عناصر الشرطة في جيبه عند تفتيشه على المبلغ المسلوب .
تم استجواب المقبوض عليهما مرهج وأسامة للمرة الثانية وحاول مرهج تبرئة نفسه أمام القضاء بانكار اعترافاته التي زعم أنها انتزعت منه في التحقيقات الأولية بالشدة والاكراه, في حين أفاد الحدث أسامة بأنه قد ارتكب الجرم بمفرده وأنه قد سافر إلى منزل جده في قريته التابعة لطرطوس بعد ارتكابه هذه الجريمة بعد أن اشترى حذاء وصرف باقي المبلغ على المأكولات وإحدى الفتيات غير أن أهل المغدور أبرزوا للمحكمة بطاقة انتساب ولدهم إلى نادي كفرسوسة الذي كان يتدرب فيه منذ أعوام على ألعاب القوى وكمال الأجسام, موضحين أن ولدهم كان في العقد الثالث من العمر, وضخم الجثة ولا يعقل لحدث أن يقوم بقتله بهذه الطريقة بمفرده ولابد من وجود شخص آخر يساعده.
أصدرت هيئة محكمة الجنايات باللاذقية قرارها المتضمن وضع المتهم مرهج /ع في سجن الأشغال الشاقة المؤبدة لارتكابه جناية القتل القصد تمهيداً لارتكاب جرم السرقة وإلزامه بدفع تعويض مادي ومعنوي لورثة المرحوم سامي مقداره (400000) ل.س, واعلان براءة المتهم أحمد -ش (والد الحدث أسامة) من الجرم المسند إليه, باشتراكه في هذا الجرم, لعدم توافر الدليل المقبول بحقه كما صدر عن محكمة جنايات الأحداث حكم بحبس الحدث أسامة مدة ست سنوات بجناية الاشتراك في ارتكاب هذا الجرم.
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد