«الانتهازي» صحيفة مغربية ساخرة
تطرح في الأكشاك المغربية، خلال الأيام القادمة، جريدة أسبوعية جديدة اختار القائمون عليها تسميتها بـ "الانتهازي". وقال مدير تحريرها إنها أسبوعية نقدية ساخرة ومستقلة، ستعنى بمتابعة الحياة السياسية المغربية في المقام الأول بروح ساخرة، لكن هادفة في نفس الوقت.
"الانتهازي" ستطارد الانتهازيين أينما كانوا وكيف ما كانوا، هكذا لخص عبد الرحيم التوراني، مدير تحرير الأسبوعية، الخط التحريري لأسبوعيته. وتابع "ستكون لسان حال كافة الانتهازيين والانتهازيات. ستقدمهم للقارئ المغربي كل أسبوع بلغة فصيحة مع استعمال العامية المغربية بشكل سلس، فـ"حزب الانتهازيين" أصبح له موقع هام بالمغرب ويجب أن تكون لهم جريدة تعرف بـ"إنجازاتهم".
وقال التوراني لـ"العربية.نت": " إن اسم الأسبوعية جاء عفويا خلال جلسة جمعته مع صديق له فشل في الانتخابات البرلمانية لسنة 2002. وأضاف "أطلقت الاسم في الأول على سبيل المزاح، حين حدثني صديقي "الساقط" في الانتخابات عن طغيان المال الحرام خلال الانتخابات".
وتابع التوراني: "تحولت المزحة إلى قرار جدي، وذهبت لتسجيل الجريدة. وكنت أتخوف عدم الترخيص لها بسبب الاسم المستفز، لكني فوجئت بعدم اعتراض المسؤولين".
ويعترف التوراني، الذي يعد من الرعيل الأول لصحافيي حزب الاتحاد الاشتراكي، أن الاسم صادم ومستفز مثل تصرفات الانتهازيين، ويحمل كافة توابل الإثارة. مضيفا أن إصدار جريدة ساخرة يجب أن يبدأ من عنوانها.
وستصدر المجلة الجديدة في 16 صفحة، وستعتمد بالأساس على الكاريكاتير والأخبار القصيرة والتعاليق الساخرة، إضافة إلى الشرائط المصورة والصور المركبة والزجل المغربي (الشعر العامي) واللعب على الكلمات.
واختارت الأسبوعية أن تخصص غلاف العدد الأول لحدث تعيين الوزير الأول الجديد، عبر وضع صورة مركبة لعباس الفاسي، شبيهة بملصق الفيلم الأمريكي الشهير "العراب".
ويتوقع التوراني أن تتعرض الأسبوعية إلى حملة من التشكيك والرفض من الذين "يضحكون على ذقون المغاربة". وقال إنه مستعد لمواجهة تلك الحملة بمزيد من السخرية.
وحول إمكانية تقبلها من طرف القارئ المغربي، يرى التوراني أن المجتمع المغربي يمتاز بروح الدعابة والنكتة السياسية، خاصة أن الساحة السياسية في المغرب مليئة بالهموم، وتحتاج إلى سلاح ساخر لمواجهتها.
ويقول "لم نقم بدراسة ميدانية حقيقية، لكن من خلال استمزاج آراء عدد من الأصدقاء والفاعلين في المجال الصحافي، يظهر أن هناك قبولا لجريدة ساخرة، خاصة مع غياب مثل هذا المنتوج عن سوق القراءة".
لكنه لا يتوقع أن تلقى مطبوعته قبولا من طرف الطبقة السياسية المغربية، ويعلق "السياسيون والمسؤولون في المغرب ينزعجون من الانتقادات الجادة، فما بالك بالانتقادات الساخرة. ومع ذلك ستكون السخرية سلاحنا في مواجهة الفساد والمفسدين والإرهاب".
ويشير إلى أن جريدته لن تواجه أزمة غياب المادة الإعلامية، ذلك أن ما ينتجه يوميا المفسدون والانتهازيون والسياسيون من مواقف و"إنجازات" يحتاج إلى جريدة يومية ساخرة، حسب قوله.
وحول تمويل الأسبوعية، يؤكد مدير تحريرها أن الطاقم الصحافي الذي يشتغل معه، عمدوا، لتأسيس شركة صغيرة، بإمكانياتهم الخاصة.
وتضم الجريدة 4 صحافيين متمرسين و4 رسامي كاريكاتور، وتنتظر التحاق شباب متطوعين.
يذكر أن المغرب عرف عده تجارب صحافية ساخرة لم تكتب لها الاستمرارية. من أبرزها أسبوعية "أخبار السوق" التي صدرت في نهاية السبعينيات، وضمت مجموعة كبيرة من رسامي الكاريكاتير ووصلت أرقام مبيعاتها إلى 100 ألف نسخة. غير أن هذه الأسبوعية الساخرة توقفت عن الصدور في نهاية الثمانينيات، بعد اعتقال مديرها حميد البوهالي الذي يعيش الآن من بيع الصور التذكارية بمدينة الصويرة.
كما سبق أن أصدر الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي أسبوعية ساخرة في أواسط الثمانينيات تحت اسم "الهدهد"، لكنها توقفت عن الصدور بعد منعها من طرف وزير الداخلية الراحل إدريس البصري.
وأدت تجربة أسبوعية "دومان" (الغد) التي اشتغلت على السخرية إلى سجن مديرها علي المرابط، قبل 3 سنوات، وحرمانه من الكتابة لمدة 10 سنوات في أغرب حكم عرفه القضاء المغربي.
وختم عبد الرحيم التوراني حديثه للعربية.نت بأنه يصعب الحديث بكلام جاد عن جريدة ساخرة، لكنه توعد الانتهازيين بقذائف من الضحك وأنه لن يفل الانتهازي "سوى الانتهازي".
عمر لبشريت
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد