الميلاد.. عذراء مستغنية عن الرجل الإنسي تأخذه إلى الفردوس بمحبتها
العيد في الميلاد يتجلى في المعنى :
ففي الميلاد هبطت الألوهة إلى مريم الإنسان، وارتقى الإنسان يسوع إلى إلوهة متجلية.
وفي المعنى للميلاد أن مريم حملت بدون رجل أنسي، وأنجبت وحدها، وفي هذا خصب للمرأة يستغني عن الرجل، وفي استغناء مريم عن الرجل أنجبت مولودا يحمل الالوهة وينشرها..
واستنادا إلى حمل مريم الإلهي، فإننا نستطيع أن نقول أن خصب المرأة يستطيع الاستغناء عن الرجل لتكتمل دورة خصبها وهذا مايميزها عن الرجل الإنسي ..
وبالنظر لما أنجبته مريم فإنها عندما استغنت عن الرجل الإنسي كان لمولودها صفات آلهية جمعت فيها كل صفات المحبة والخير والعطاء والفداء..
هذا المولود البريء من الرجل الإنسي تكلم بالمهد وشفى المريض وأعاد البصر للأعمى . و..و الكثير ..
وحمل صليبه وصعد السماء ..فعلا هو بريء من الرجل الأرضي الإنسي وفعلا هو ابن الأنثى.. ابن الخصب..
في المعنى أيضاً:
إن الحمل والولادة أعطوا مريم الإلوهية.. وصارت السّيدة... بعكس عالم البشر الذي تنتظر فيه المرأة رجلاً يتزوجها لتصبح سيدة.
ومن هنا فإن حمل مريم وولادتها وسيادتها إلوهية رفعت المرأة وأعطتها من الإمكانيات ما يتصل بالسماء بينما ظل الرجل مرتبطاً بالأرض.
وفي معنى الميلاد:
نحتفل بالشجرة لأنها رمز الخضرة، ورمز الحياة ورمز النسب والعائلة، وقبل كل شيء فهي رمز الجنة...
لذلك فإننا نحتفل بالميلاد باستحضار الجنة والدوران حولها، وهكذا فإن مريم التي جلست إلى جذع النخلة والتي هزتها ليتساقط عليها الرطب الجني، ألهمتنا أن نستحضر الشجرة طمعاً بالجنة وتكريماً للكائن الذي استندت إليه مريم في حملها والتي أعطت مريم من رطبها، ومن هنا فإن الميلاد جنة وفردوساً وسنداً نستند إليه ورطباً نتغذى منها.
الميلاد في المعنى:
امرأة وحيدة اتخذت ركناً قصياً، ومولود فقير ولد في مغارة معتمة، وبين الوحدة والفقر والعتمة ولدت ألوهة الخير والمحبة وشاع في الكون نور جمع البشر في إنسانيته.
تجاوزت غريزة القطيع إلى روح التسامي النقية للإنسان، مولود فقير ضعيف يعطي الكون أغنى المعاني الإنسانية ويقاوم المؤامرات والألاعيب لينتصر الخير، ولتنتصر المحبة...
ولتبقى قصة الحمل والميلاد قصة خصب المرأة وإلوهية الولادة ، ونبوة العطاء...
لذلك فإن مريم مقدسة لدى جميع الأديان وهي المقدسة لأنها أم الخير والمحبة، وأصل الخصب وجالبة الفردوس
وكل عام وأنتم في جنان الخصب ودامت الشجرة تدلنا على الأنثى في عطائها واستمرارها وغناها
د.فؤاد شربجي
المصدر: موقع تلفزيون الدنيا
إضافة تعليق جديد