الحب تناغم عصبي وتفاعل كيمائي
قدمت منظمة ويلكم تراست البريطانية نحو مليوني دولار تقريبا إلى مخبر جراحة أعصاب جامعي ليقيس بدقة الأشياء التي تتحكم في الحب، كما كتبت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية تحت عنوان "إذا تحول الحب إلى علم دقيق فلتبحث عن الوصفة المناسبة".
هذا الموضوع يحاول العلم الآن دراستة، ويبدو أن عناصره هرمونات وإفرازات غدد صماء وتفاعلات جينية.
مخبر جراحة أعصاب الجمال في جامعة كوليدج في لندن الذي يديره سمير زكي سيعكف على دراسة الميكانيزمات الدماغية التي تجعلنا نعتبر هذه اللوحة جميلة أو هذا الشخص من الجنس الآخر جذابا.
هذه الميكانيزمات تضاف إلى معلومات استخلصها العلماء من قبل كالغدد الصماء وحاسة الشم لدى رجال ونساء في حالة عشق، لا بحثا عن الأدوات المستخدمة لنشر النوع الإنساني وتحسينه من جيل إلى جيل فقط, لكن أيضا لتخفيف وقع الفراق.
وبهذا الشكل فإن الإرادة الحرة لا تصمد أمام قوانين الطبيعة الكيميائية والاختيار الجيني, والتطرق إلى الجانب العلمي من الحب يحمل مفاجآت كثيرة لكن أيضا إرشادات مفيدة.
فمثلا يتبين على أرض الواقع أن الفراق أقل ضررا مما يتصور الشخص عندما كان كل شيء يسير على ما يرام, وذلك ما أثبته باحثون في جامعة نورثويستيرن لسوء حظ روميو وجولييت.
ويقول النفساني إيلي فينكل "كلما كان الشخص مغرما أساء تقدير قدرته الشخصية على التعافي بعد الفراق".
بل في حالات الفراق الأكثر مأساوية يكتشف الشخص الذي هجر دائما قدرات غير متوقعة لديه.
وفي الحقيقة فإنه عندما ينهي أحد الطرفين العلاقة, يرد الآخر بغضب وبشكل غير عقلاني, ويسرّع نهايتها ويمهد الطريق لحب جديد واعد أكثر.
وإذا تهيأ لك أنك أنت من يختار فإنك مخطئ كثيرا, وعندما تستلطف رفيقة فالأمر لا يتعدى توافقا بينكما في إفرازات الغدد الصماء منقولا عبر حاسة الشم ويدرك على مستوى لاشعوري أي أصغر من أن يدرك أو يحس به.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد