عباس يرفض أي وجود لحماس على المعابر
صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد محادثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس، لهجته حيال حركة حماس موصدا الباب امام أي دور لها في حل ازمة معابر غزة مع مصر، كما كرر شروطه لمحاورتها، معتبرا انها «جهة غير شرعية وانقلابية»، فيما استبق رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لقاءه في القاهرة اليوم مع كبار المسؤولين المصريين بالتشديد على قدرة المصريين على «فرض كلمتهم» بشأن معبر رفح.
وأغلقت الشرطة المصرية امس جميع الثغرات على السياج الحدودي مع غزة، ما عدا واحدة فقط، كما سيرت دوريات في العريش، حيث اوقفت غير المصريين وأمرتهم بالعودة الى رفح.
الرسمية عن مصدر امني ان الموعد النهائي لعودة الفلسطينيين الى غزة هو «بداية الاسبوع المقبل» مضيفة انه ستتخذ «الاجراءات القانونية ضد اي شخص يقيم بطريقة غير شرعية» في مصر. وتابعت انه «سيتم استبدال الجدار الحدودي الحالي بجدار آخر اكثر تطورا، لمنع محاولات التسلل بشكل نهائي حفاظا على الامن القومي» لمصر. ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية ان أجهزة الأمن أحبطت «محاولات إرهابية» كانت بعض العناصر الفلسطينية تعتزم تنفيذها في مناطق عديدة داخل مصر.
وقال عباس بعد لقائه مبارك «تطرقنا الى ما جرى في غزة والحصار الاسرائيلي وما جرى بعد ذلك من اجتياح للحدود المصرية وموقف الرئيس مبارك في مساعدة الفلسطينيين» مضيفا «أن هذا الاجراء من جانب مصر كان مثار احترام الشعب الفلسطيني بأسره». وتابع «ندين بكل شدة الاعتداءات التي جرت على قوات الامن المصري وعلى الممتلكات المصرية» موضحا ان «الأسوأ من ذلك أنهم حاولوا رفع العلم الفلسطيني على مؤسسات مصرية، وهذا أمر لا يجوز مطلقا».
وقال عباس، الذي توجه الى عمان رغبة منه على ما يبدو في تجنب أي لقاء مع مسؤولي حماس، «إننا مستعدون لاستلام المعابر شرط تطبيق الاتفاقيات الدولية... والتي نسميها الاتفاقيات الخماسية، وهي اتفاق بيننا وبين مصر وإسرائيل وأميركا والاتحاد الاوروبي... نحن لا نقبل بأي اتفاقيات جديدة، يجب تطبيق الاتفاقيات الموجودة». أضاف «إذا كــانوا في حماس حريصين على مصلحة الشعب الفلسطيني، فعــليهم أن يلتزموا بهذه الالتزامات التي تضمن مصالح هذا الشعب».
وردا على دعوة «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الى ادارة مشتركة للمعابر بين السلطة وحماس، قال عباس «لا يوجد هناك حماس والسلطة، بل هناك سلطة فلسطينية واحدة، ونحن لا نعترف بشرعية أحد. فحماس ليست جهة شرعية، بل جهة انقلابية، وبالتالي ليست هناك سلطة في العالم تحترم نفسها تقبل بوجود جهة غير شرعية وتتحاور معها».
أضاف «اكدنا اكثر من مرة اننا مستعدون للتفاوض، ولكن على حماس ان تتراجع عن انقلابها وأن تقبل بانتخابات مبكرة وبالشرعية وبكل الالتزامات، وعند ذلك القلوب والعقول تكون مفتوحة» موضحا «قلت رأيي بشكل واضح: بعد ان يلبوا الطلبات التي قلناها أكثر من مرة وقالها أكثر من طرف، والا فالحوار معهم لا فائدة منه».
في المقابل، قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان تصريحات عباس «تؤكد نيته إفشال لقاء القاهرة» فيما قال المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو «نرفض الشروط التي وضعها ابو مازن لاستكمال الحوار الوطني».
وكان القيادي في حماس محمود الزهار قد قال لدى عبوره معبر رفح متوجها الى القاهرة مع وزير الداخلية السابق سعيد صيام والمسؤول في حماس جمال ابو هاشم، ان «الحديث عن دور جزئي (لحماس) يتناقض مع الواقع... لن نجتزئ من سلطتنا لأي إنسان». أضاف «نحن ذاهبون لبحث كل شيء... يجب ان يكون (معبر رفح) تحت سيطرة فلسطينية مصرية فقط». واعتبر الزهار ان «مصر هي بوابتنا الى العالمين العربي والاسلامي، وإلى العالم بأسره» موضحا «وعليه لن نسمح باستخدام المعبر كوسيلة لخنق الشعب الفلسطيني مجددا».
وكانت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«معاريف» قد ذكرتا امس الاول أن مصر قدمت لإسرائيل «اقتراحا شاملا» لحل ازمة معبر رفح تحصل حماس بموجبه على «دور جزئي في المعبر كمراقب».
وبعيد منتصف الليل، وصل مشعل إلى القاهرة آتيا من دمشق، على رأس وفد يضم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق وعضو المكتب عماد العلمي.
وقبيل وصوله الى القاهرة، قال مشعل لموقع «الجزيرة» إن رفع الحصار على غزة هو «حق طبيعي للشعب الفلسطيني لا يمكن المساومة به، أو المقايضة عليه» موضحاً «نحن نطالب برفع الحصار عن غزة بشكل نهائي والتوصل لصيغة متفق عليها في إدارة المعابر... ومن أجل ذلك نحن نبذل كل الجهود المطلوبة، بما فيها الحوار الفلسطيني ومعالجة الانقسام الفلسطيني، ونحن نتعامل بجدية مع هذا الموضوع، لكن الطرف الآخر يعيق الحوار ويعطله لعوامل تتعلق بمزاجه وقناعاته ورهاناته والضغوط عليه».
ورأى مشعل انه «إذا قّرر المصريون بشأن المعبر، فستفرض مصر كلمتها. فالمعبر الحدودي هو مع مصر، وتأثيرات ما يجري في القطاع تؤثر على مصر إيجاباً أو سلباً، لذا لمصر مصلحة استراتيجية في معالجة الحصار على غزة».
وشدد على أن حماس «جزء من النظام السياسي الفلسطيني، وجزء من الشرعية الفلسطينية، انقلب عليها طرف له مصالحه الخاصة وارتباطاته الخارجية، فكان من حقنا الدفاع عن أنفسنا».
وكان مبارك قد قال لصحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية ان «الحوار هو السبيل لإنهاء» الانقسام الفلسطيني «ومصر تنتظر توافر الإجواء الملائمة لتحقيق ذلك». اضاف ان «عباس هو الرئيس الشرعي المنتخب من الشعب الفلسطيني، نتعامل معه كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية وليس كرئيس لحركة فتح».
وتابع «لقد تغاضيت عن اقتحام الفلسطينيين للمعبر تقديرا لمعاناتهم الانسانية، لكنني لا أقبل أن يرشق جنودنا بالحجارة، أو أن يسقط منهم مصابون بعضهم في حالة خطرة» موضحا «كما أننا لن نسمح لإسرائيل بالتحلل من مسؤوليتها تجاه القطاع، باعتباره أرضا محتلة».
في هذه الاثناء، اقرت المحكمة الاسرائيلية العليا ان تواصل الحكومة الاسرائيلية تزويد غزة بكميات مخفضة من الوقود والكهرباء. وذكرت المحكمة في قرارها «نعتقد ان كميات الوقود التي تقول الدولة انها ستوفرها، اضافة الى كمية الكهرباء التي يتم تزويد القطاع بها بشكل منتظم من خلال خطوط الطاقة الاسرائيلية، كافية لسد الاحتياجات الانسانية الضرورية لغزة في هذا الوقت». وتابع قرار المحكمة «نؤكد على ان قطاع غزة يخضع لسيطرة مجموعة ارهابية قاتلة تعمل من دون توقف على المس بدولة إسرائيل ومواطنيها، وتخرق كل مبدأ في القانون الدولي من خلال نشاطها العنيف».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد