عباس يخشى رحيل بوش وإسرائيل تقتل فلسطينية وتجرح أفراد أسرتها
استشهدت فتاة فلسطينية وجرح عدد من أفراد أسرتها، أمس، بنيران قوات الاحتلال “الإسرائيلي” في قطاع غزة، الذي تعالت الأصوات المحذرة من مخاطر تعرضه لكارثة شاملة مترافقة مع موت جماعي للمرضى بسبب الحصار ونقص الوقود، في وقت أشاد الرئيس محمود عباس ب”حماسة” الرئيس الأمريكي جورج بوش إزاء مفاوضات التسوية، التي طالبت حركة “حماس” مجدداً بوقفها، وعبر عن خشيته من رحيل بوش من دون حل، ما يبقي التسوية في المربع “صفر”. فخلال عملية توغل مفاجئة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، استشهدت الفتاة مريم طلعت معروف (14 عاما)، وأصيبت والدتها وعدد آخر من الفلسطينيين في قصف “إسرائيلي” مباشر في منطقة الداعور، وحاصرت قوات الاحتلال منزل القيادي المحلي في “حماس” طلعت معروف، الذي اختفت آثاره بعد العملية وسط توقعات باحتمال اعتقاله.
وحذرت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة، أمس، من حالات موت جماعي للمرضى في غزة جراء نفاد الوقود من المستشفيات وسيارات الإسعاف، وقالت إن هناك 700 مريض في مستشفيات غزة بحاجة إلى العلاج في الخارج، مناشدة القيادة المصرية بالتدخل لإنقاذ أرواح هؤلاء المرضي الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة.
وحذر نائب رئيس رابطة أصحاب محطات الوقود محمود الخازندار من أن معظم القطاعات المهمة في غزة على شفا الانهيار، مشيراً إلى أن 60 ألف متر مكعب من المياه العادمة الخطرة جداً تضخ يوميا إلى بحر غزة، وأن المزارعين لا يوجد لديهم وقود لري مزروعاتهم، وصيادي الأسماك لا يوجد لديهم وقود لتشغيل قواربهم، والقطاع الصناعي مشلول تماما.
وحذرت جامعة الدول العربية من “كارثة إنسانية غير مسبوقة” في غزة اثر تعليق وكالة الغوث والتشغيل (اونروا) المساعدات الغذائية. وقالت في بيان إن اضطرار الاونروا إلى التوقف عن تقديم المساعدات إلى ما يقرب من مليون فلسطيني، بمثابة جرس إنذار.
في الأثناء تتواصل الجهود المصرية على جبهة التهدئة. وأكدت مصادر قيادية فلسطينية أن القاهرة ستستضيف الأربعاء حواراً بين فصائل المقاومة للبحث في إعلان تهدئة مع “إسرائيل”. وأضافت المصادر ل”الخليج” أن وفوداً تمثل حركتي “حماس” و”فتح” والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، وحركة الجهاد الإسلامي، ستتوجه إلى القاهرة الثلاثاء استعداداً للحوار. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل إن الحركة ما زالت تنتظر ردا رسميا من “إسرائيل” عبر الوسيط المصري على عرض التهدئة.
في غضون ذلك، حذر عباس من “مأزق صعب جدا” إذا انتهت ولاية بوش من دون التوصل إلى اتفاق بين “إسرائيل” والفلسطينيين. وأشاد ب”الحماسة والقناعة” لدى بوش كفرصة يجب استغلالها، وبالدبلوماسية المكثفة التي يقوم بها وإدارته للتوصل إلى اتفاق مع “إسرائيل” قبل انتهاء ولايته. لكن “حماس”، دعت على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، الرئيس عباس إلى الإعلان رسمياً عن فشل المفاوضات والعودة إلى التفاوض مع القوى الفلسطينية لبناء جبهة متماسكة في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد