إيران وحماس تدعمان مساعي دمشق لاستعادة الجولان
يزور وزير الدفاع السوري حسن تركماني طهران للبحث في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، في وقت تتجه المفاوضات بين سورية واسرائيل اكثر نحو مرحلة «المفاوضات المباشرة» بعد تقويم سوري «ايجابي» لجولة المفاوضات الاخيرة. في الوقت نفسه، قام رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل بزيارة مفاجئة لطهران تهدف الى البحث في انعكاسات احياء المسار السوري على المسار الفلسطيني، في وقت اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان بلاده «تدعم سورية في استعادة الاراضي المحتلة في الجولان»، في خطوة تهدف الى قطع الطريق على كل الافتراضات بوجود تباين في المواقف بين طهران ودمشق.
وافادت وكالة الانباء الايرانية ان وزير الدفاع السوري يزور طهران تلبية لدعوة من نظيره الايراني مصطفى محمد نجار للبحث في اتفاقات الدفاع المشترك، وسبل تعزيز التعاون العسكري، والتطورات الاخيرة اقليميا ودوليا. وهذه الزيارة هي الاولى لمسؤول سوري لطهران منذ اعلان بدء مفاوضات سورية - اسرائيلية غير مباشرة بوساطة تركية في اسطنبول.
واوضحت مصادر سورية مطلعة ان التقويم السوري لمحادثات اسطنبول كان «ايجابيا، اذ ظهر استعداد اسرائيلي للانسحاب من الجولان»، مشيرة الى ان «مرحلة جس النبض» انتهت منذ فترة طويلة، وان المحادثات غير المباشرة الحالية ترمي الى التوصل الى «اساس مشترك» ازاء مجمل القضايا المطروحة، والتي تتعلق بالانسحاب والاجراءات الامنية والمياه والعلاقات السلمية العادية. واضافت ان «توافر اساس مشترك ازاء مجمل القضايا وحصول تطور جوهري يعنيان ان المرحلة المقبلة ستكون بالانتقال الى المفاوضات المباشرة».
وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان اعلن اول من امس ان «الطرفين راضيان» لكون المفاوضات التي جرت في اسطنبول «سمحت بايجاد اساس مشترك» للتفاهم، ما يدفع على الاعتقاد بأن مرحلة الانتقال الى المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل باتت وشيكة.
في غضون ذلك، وصل مشعل الى طهران في زيارة مفاجئة عنوانها التطورات الاقليمية وانعكاسات المسار السوري - الاسرائيلي على الملف الفلسطيني. وقال مشعل الذي التقى متقي، ان «حماس مع عودة الجولان وكل الاراضي العربية المحتلة من العدو الصهيوني»، مجدداً الثقة بسورية وقيادتها وانها «وهي تسعى الى استعادة اراضيها، لا تفرط في الحق الفلسطيني، ولن تكون على حساب الحق الفلسطيني».
واتفق مشعل مع متقي على دعم الخطوة السورية بالدخول في مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي بهدف استعادة مرتفعات الجولان من اسرائيل، لكنهما اتفقا على التشكيك بالنيات الاسرائيلية بامكان التزام التوصل الى حل. كما حذر مشعل من ان «حماس» وقوى المقاومة ستعاود كسر الحصار المفروض على قطاع غزة ما لم تقم هذه الدول بتحرك جدي لفك الحصار عن الفلسطينيين وحركة «حماس» في القطاع وفتح المعابر.
من جانبها، كتبت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية في افتتاحية امس ان «دمشق لا تريد شروطا مسبقة تضع العربة امام الحصان، ولا تساوم في علاقاتها مع الدول والشعوب»، في اشارة ضمنية الى رفضها قطع العلاقات مع ايران، وذلك ردا على وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي اشترطت الخميس لاحراز اي تقدم في المفاوضات، فك العلاقة مع «ايران وحزب الله وحماس وغيرها من المنظمات الارهابية».
إبراهيم حميدي- حسن فحص
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد