إذا كنت كسولاً فابحث في جينات عائلتك!
أشارت دراسة اجراها باحثون اميركيون في جامعة شمال كاليفورنيا على مجموعة من حيوانات المختبر، أن الكسل الذي يعانيه البعض قد يكون بتأثير جيني خارج عن إرادتهم، وان هناك وجود مجموعة من العوامل الوراثية التي تحدد مستوى نشاط المخلوقات.
وقال رئيس فريق الدراسة الدكتور تيموثي لايتفوت إن الابحاث أثبتت وجود ٢٠ موروثة جينية تعمل بشكل متناغم في هذا الإطار، مشيرا الى أن الاختبارات التي اقتصرت حتى الآن على الفئران ستنتقل قريباً لبحث احتمال وجود الظاهرة عينها لدى البشر، وأن مجموعة الفئران التي أجريت الاختبارات عليها خضعت لتأصيل جيني بناء على سرعة ونشاط أسلافها قبل الاختبار.
وتوقع لايتفوت أن يكون لجينات الفئران جينات مماثلة لدى البشر، وقال »وضعنا خريطة جينية شبه مكتملة للنقاط التي تتصل بالنشاط الجسماني تمهيداً لتطبيقها على الإنسان... في الماضي، كنا نقول إن النشاط مسألة مرتبطة بالإرادة، لكن يمكننا اليوم أن نشير إلى وجود عوامل جينية مسؤولة.
وعمد فريق البحث إلى تأصيل سلالتين من الفئران، إحداها نشطة، والأخرى تعاني الخمول، وجرى بعد ذلك تزويج مختلط للجيل الثاني من السلالتين النقيتين، نتج عنه ٣١٠ فئران، وضُعت في أقفاص مستقلة ضمن نفس الظروف. وجرى قياس السرعة والمسافة التي يقطعها كل فأر يومياً، وبعد ثلاثة أسابيع، فُرزت الفئران وفق هذه المعطيات لتحديد الفئة الجينية التي تنتمي إليها.
واشارت الأرقام إلى أن الفئران النشيطة قطعت ما بين ثمانية إلى ١٢,٨ كيلومتر يومياً على العجلة الموجودة في أقفاصها، بما يعادل لدى البشر الجري لمسافة ٦٤ إلى ٨٠ كيلومتراً، أما الفئران الكسولة، فلم تتجاوز أكثر من ٥٠٠ متر يومياً، بل وحوّل بعضها عجلة الجري إلى سرير أو حمام.
وبعد البحث، وجد العلماء ان هناك جينات »مسؤولة عن الحركة« موجودة لدى ٧٥ في المئة من الفئران النشيطة، وانها بالتأكيد مسؤولة عن ٥٠ في المئة عن هذا النشاط.
ورغم اكتشاف لايتفوت وفريقه للطابع المتناغم لعمل هذه الجينات، غير أنهم لم يعرفوا آلية تحركها بعد، ويطرح لايتفوت هنا خياراً من اثنين: فاما أن العوامل الوراثية تؤثر على عمل العضلات بشكل يجعلها تستخدم الطاقة بشكل أكبر وأكثر فعالية، وإن كانت الفحوصات التي جرت على أنسجة الفئران لم تثبت ذلك. وأما أن النشاط يتأثر بعمل كيمياء الدماغ الذي يتشكل بناء على التركيب الجيني، وتكون الحركة بذلك خاضعة للشروط نفسها التي تخضع لها حاجات الجسم وطبائعه، مثل الجوع والإدمان والمزاج.
ويقول لايتفوت أن المستقبل قد يحمل معه ظهور علاج للخلل الجيني الذي يؤدي إلى الكسل، وأن ذلك قد يعالج العديد من المشاكل الصحية، مثل السمنة وأمراض القلب وسواها.
المصدر: السفير نقلاً عن (مجلة تايم عن دورية »جورنال أوف هيريدتي« العلمية)
إضافة تعليق جديد