مقتل ٦ إسرائيليين.. وامتعاض من الأداء الهندي
أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية نوعاً من الغضب إزاء الطريقة التي تعاملت بها القوات الهندية مع عملية التصدي للمسلحين الذين استهدفوا العديد من المنشآت العامة والسياحية في مومباي. وقد أشارت هذه الوسائل إلى أن التصدي الهندي للمسلحين، افتقر الى الحكمة والخبرة وكان بالعموم فاشلا وخصوصا في إنقاذ الرهائن.
وقد استبقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الإعلان عن مقتل الرهائن الإسرائيليين الستة في مركز »حباد« اليهودي في مومباي، بالقول إنه لا ينبغي انتظار »تفاؤل كبير«. وفي مؤتمرها الصحافي في غرفة الأوضاع في وزارتها، قالت تسيبي ليفني »وقع هجوم هندي في بيت حباد وقد تم اقتحامه. ويبدو لي أن العملية انتهت، وقد طلب ضابط الأمن ورجالنا الدخول لفحص الوضع ولكن تبين أنه لا يزال هناك تفجيرات وإطلاق نار«.
وأضافت ليفني أن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن الوضع في بيت حباد »إشكالي جدا«. وقالت إنه »يجب أن نفهم أن عالمنا يتعرض للهجوم، لا فرق إن كان في الهند أو في أي مكان آخر. وفقط عندما تحدث أمور كهذه، نفهم أننا شركاء في المعركة ذاتها. هذا تذكير للعالم. نحن الهدف، ليس فقط إسرائيل، بل كل العالم الغربي. وحسب فهمنا، فإنهم بحثوا عن أناس يحملون جنسيات أميركية، بريطانية وإسرائيلية«.
وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية قد قدمت للحكومة تقارير تفيد بمقتل أربعة إسرائيليين في المركز اليهودي حتى قبل بدء عملية الاقتحام العسكري الهندي للمركز. وأشار المعلقون الإسرائيليون إلى الارتباط الذي وسم العملية الهندية مشددين على تناقض التقارير الرسمية بشأن انتهائها سواء في المركز اليهودي أو في فندق »تاج محل«.
وفي وقت لاحق، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك القناة الأولى في التلفزيون أنه تم العثور على آثار قيود على جثث الإسرائيليين وأن هناك دلائل على قتل النساء قبل غيرهن. وأوضح أنه ليس هناك شك الآن في أن السيطرة على المركز الديني كان مخططاً لها وليست صدفة.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن العملية العسكرية الهندية في المركز اليهودي أفلحت في قتل الإرهابيين إلا أنها لم تنجح في إنقاذ أية أرواح هناك. ومن بين القتلى الإسرائيليين في المركز، مديره الحاخام غبراييل هولتسبرغ وزوجته. وقد تم اقتحام المركز المكون من خمسة طوابق عن طريق تفجير جدرانه وإنزال قوة كوماندوس بواسطة مروحية على سقفه ونشر قناصة في المباني المطلة عليه. ومع ذلك، فإن العملية استمرت ساعات طويلة زادت على العشر تخللها تفجير هز المباني المجاورة قيل إنه من أجل »تحييد« المسلحين.
وكان السفير الإسرائيلي في الهند مارك سوفير قد نفى أن تكون أية قوة إسرائيلية شاركت في اقتحام المركز اليهودي. غير أن ضباط أمن إسرائيليين من السفارة كانوا بين أول من دخلوا المبنى مع الجنود الهنود للاطلاع على مصير الرهائن.
وحتى وقت متأخر من مساء أمس، كان الحديث عن إسرائيليين قتلى يتركز على خمسة أو ستة أفراد في المركز اليهودي. غير أن مصير ما لا يقل عن عشرين إسرائيليا لا يزال مجهولا وثمة اعتقاد بأنه مع انتهاء العملية في فندق »تاج محل« ستتضح الصورة. وفي العموم، فإن وحدات طبية ووحدات تشخيص القتلى الإسرائيلية تجول في المستشفيات الهندية بحثاً عن مفقودين إسرائيليين.
وكانت السلطات الهندية قد أعلنت نجاحها في الإفراج عن عدد من الرهائن في فندق »تاج محل« بينهم اثنان من رجال الأعمال الإسرائيليين. وأشارت مصادر إسرائيلية لاحقا إلى أن أربعة إسرائيليين كانوا مفقودين في فندق »اوبروي« أجروا اتصالات بأهاليهم بعد السيطرة على الفندق.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد